غزة: قال توفيق أبو خوصة، القيادي في تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن الموت يوغل في الشعب الفلسطيني، ويستمر الاحتلال الإسرائيلي في الاستهدافات وعملية نزف الدماء، مؤكداً على أن الطريق نحو المقدسات تحتاج إلى تضحية، وعلى أن نار الغضب أقوى من كل نار.
وكتب أبو خوصة في منشورٍ عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك “هدنة مش هدنة، وقف إطلاق نار وإطلاق نار لا يتوقف، الموت يوغل فينا يطال كل وجوه الحياة، الأطفال والنساء والشيوخ على خط النار وفي مرمى النار، النار تأكل أجسادهم، تقطعها، تحرقها، لكن نار الغضب أقوى من كل نار، نارنا المقدسة نبع الحصانة الوطنية والمناعة الكفاحية التي تزداد فينا تألقا كلما اشتد لهيب نيران العدوان والإرهاب، هذا الشعب العظيم يعبر عن ذاته وأماله وطموحه في الحرية والاستقلال وعليها لا يساوم، يرسم لوحة عز وفخار بدمه وعظامه وخيرة أبنائه، فهو لا يملك إلا أن يقاتل، راحت الوساطة، طلعت الوساطة، نجحت الوساطة، فشلت الوساطة، قبل الوساطة وبعد الوساطة سوف يقاتل، بعد كل جولة قتال يأخذ استراحة مقاتل ويستعد للجولة التالية، لا شك إن هذه الجولة الحالية من القتال قد أنجزت أهدافا كبيرة حتى قبل أن تنتهي، بل من اللحظة الأولى للقتال الساخن، وكان قبلها فرض حدوده بالمقاومة الشعبية في أزقة القدس وعلى أسوارها وبواباتها، وزادت عليها اللد والرملة ويافا وأم الفحم ورهط وكفر كنا وعكا وحيفا وأخواتها، نعم خسائرنا المادية كبيرة والأرواح الطاهرة التي فقدناها لا تعوض، ولكن نحن من صنع صورة النصر المعنوي والسياسي بأبعاده الاستراتيجية على المدى القريب والبعيد، لذلك إذا كانت خسائرنا كبيرة فإن خسائر العدو أكبر وستكبر أكثر وأكثر وتظهر تجلياتها وتداعياتها على جبهة العدو عاجلا وليس آجلا، إن هذه الجولة من الصراع قد أكدت للمرتجفين والمرتعشين والمهزومين واليائسين قبل المؤمنين بقدرة شعبنا على الانتصار أن الهالة الموهومة لهذا العدو قابلة للسحق والمحق وهي أكثر ضعفا وهنا بما لا يقاس مع الواقع، كما إن هزيمته ممكنة وكسر القواعد الوهمية مدخل للاقتراب من النصر باعتباره حتمية تاريخية وموضوعية ممكنة وفي متناول اليد إذا صدقت النوايا وارتقى الأداء إلى مستوى التحدي، نعم عودة الحق إلى أصحابه ممكن وقهر الباطل بالحق ممكن، هذه فلسطين وفلسطين تستحق الأفضل … لن تسقط الراية”.
وتابع عبر صفحته الشخصية “في ظلال الموت ترى الحياة بصورة أخرى، عندما تلاحقك الصور الهاربة من تحت الأنقاض بين أشلاء ودماء وبقايا حاجات وأشياء كان لها ذات يوم معنى عند أصحابها، عليك أن تدرك معنى الموت الذي يسير معك مثل ظلك وحياة تتشبث بها خوفا من أن تفلت منك، خوف ليس كالخوف بل هو أقرب إلى اليقين بأن حياة مثل هذه وجدت للتضحية بها والقفز عنها بعيدا بكل الثقة الملتبسة في عمق النفس البشرية، مع ذلك عندما تتساوى الحياة مع الموت في الميزان عليك أن تختار الحياة إذا كان لديك الخيار أن تختار، أما إذا حكمت الأقدار فلا خيار، لأن الحياة تستمر بالموت، فكل الأحياء تموت ليحيا الآخرون وتستمر الحياة، فلا تمت إلا نداً ومن العار أن تموت جباناً، وفي كثير من المحطات والمواقف فإن الموت عزة وكرامة وحياة لا تنتهي، المجد للأبرار والصديقين الأكرم منا وفينا وبيننا، من قضى نحبه ومن ينتظر وما بدلوا تبديلاً، هؤلاء من يمنح شعبنا القدرة على الحياة والأمل في مستقبل أفضل، فلسطين تستحق الأفضل… لن تسقط الراية”.