مصر: قال توفيق أبو خوصة، القيادي في تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن شعبنا الفلسطيني يقف اليوم أمام منعطف تاريخي ومصيري وهو في طريقه لتجديد النظام السياسي ومؤسساته المختلفة عبر البوابة الديمقراطية ويستعد لخوض غمار المرحلة الأولى من العملية الانتخابية لاختيار ممثليه في المجلس التشريعي.
وأضاف أبو خوصة “لقد انطلق قطار العمل لتحقيق هذا الهدف بإعلان المراسيم الرئاسية بعد تأخير لمدة عشر سنوات، غابت خلالها وفقدت كل معالم الشرعية القانونية والدستورية”.
وأوضح أن تنفيذ المراحل المتعددة والمتتالية للعملية الانتخابية تشكل امتحاناً استراتيجياً لكل مكونات الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، وأن حركة فتح التي تقود المشروع الوطني منذ 55 عاماً، تقف على مفترق طرق هو الأخطر في تاريخها.
وتساءل أبو خصوصة “ما هو حجم الخسارة التي ستتكبدها حركة فتح؟ والتي تمثل ترسيخاً لنتائج حزيران الأسود 2007 بكل تجلياتها”، مبيناً أن هذا ممكن تغليفه بجملة من الشعارات الوطنية وبداية التأسيس لمرحلة جديدة تقوم على مبدأ الشراكة الكاملة مع الفسيفساء السياسية في الساحة الفلسطينية.
وأشار إلى أن هذه البداية الافتراضية ونتائجها المتوقعة بحكم ما جرى تحت الجسر من مياه، تحتاج إلى فتح واحدة موحدة حتى لا تفقد توازنها و تقع في هاوية بلا قرار.
ونوه أبو خوصة إل أن الحركة ليست في أفضل ظروفها، بل هي الأسوأ منذ انطلاقتها عام 1965، وهي في أمس الحاجة والضرورة من أجل استعادة وحدتها واسترداد روحها الكفاحية وعنفوانها الثوري وإعلاء مصلحة الحركة على ما عداها من الحسابات الشخصية والكيدية، مشدداً على أن كل ما هو سوى ذلك سوف يقودها من خلال الحقد الأسود والحسابات الخاطئة إلى الضياع.
وبين أن الرهان معقود على كل الفتحاويين في إنقاذ حركتهم والمشروع الوطني برمته، والحفاظ على دورها الطليعي في مسيرة النضال الوطني.
وتابع “إن حالة الشتات والتشرذم في صفوف الحركة لا يمكن سترها والتغطية عليها ببعض الشعارات والتصريحات المأزومة، بل تحتاج إلى مراجعة جدية وشاملة وسريعة تعيد ترتيب صفوف الحركة من جديد على أسس من الشفافية والعدالة واستيعاب حالة الاختلاف والتباين في المواقف وتوظيفها لمصلحة الحركة ووحدتها و تعظيم صلابة الجبهة الداخلية وتعزيزها بكل الطاقات الفتحاوية”.
وأكمل “معركة الانتخابات التي تؤسس للنظام السياسي الفلسطيني تحتاج كل إمكانيات الحركة وتجنيدها لتحقيق أفضل النتائج المطلوبة في صندوق الاقتراع، كونها تشكل العامل الأساس في بنية وصياغة النظام السياسي مستقبلاً”.
وواصل “منطق الاستعصاء والاستعداء والاستعلاء الذي يحكم قيادة فتح الرسمية في التعاطي مع الحالة الفتحاوية القائمة بمفرداتها المتشظية نتيجته الطبيعية كارثة لا تبقي ولا تذر”.
وأضاف “على الفتحاويين، كل الفتحاويين حقيقةً، الضغط من أجل إنجاز وحدة الحركة قبل فوات الأوان، فلا تبحثوا عن شماعة لتعليق سوء النوايا والأفعال عليها مسبقاً والتمهيد لتقبل الكارثة القادمة”.
ولمح إلى أن خيار التحالف مع حماس في قائمة واحدة لضمان شرعنة الفاسدين والوجوه الكالحة في المجلس التشريعي القادم في نظر كل ذي عقل وبصيرة وصفة مضمونة للهلاك المحتم، وقواعد.
واستطرد “إن أطُر حركة فتح وجماهيرها يجب أن تأخذ قرارها و تمارس دورها وتكون شريكة في الخيار واختيار مرشحيها على أسس ومعايير واضحة وشفافة من المصداقية والكفاءة والسمعة الحسنة والقدرة على تمثيلها بالشكل الأنسب، لأن هذا ما تستحقه فلسطين من حركة فتح”.
وختم أبو خوصة بالقول “إن كامل المسؤولية التاريخية تقع على عاتق الرئيس أبو مازن ولا ينظر أحد إلى الجوقة المحيطة به من الانتهازيين والعجزة والفاشلين الذين لا يروق لهم إنجاز الوحدة الوطنية أو الاقتراب من استعادة الوحدة الفتحاوية، لأنها تتعارض مع مصالحهم وتكشف عوراتهم وتقرب من نهاياتهم التعيسة، قوة فتح وهيبتها في وحدتها، لا تبحثوا عنها في مكان آخر” .