يُصادف الثامن والعشرين من أيار من كل عام، الذكرى السنوية لرحيل القائد الفلسطيني الفتحاوي أبو علي شاهين.. عبد العزيز شاهين، وُلد في قرية بشيت المهجرة بمدينة الرملة، وتعيش أسرته في مخيم تل السلطان بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
حصل شاهين على الثانوية العامة عام 1960م، وشارك في عدة دورات عسكرية، كما أنه كان أحد كوادر حركة فتح البارزين بنشاطهم الوطني والتنظيمي، وقد تم تأطيره رسمياً ضمن صفوف الحركة سنة 1962م أثناء تواجده في العاصمة القطرية الدوحة، ليتفرغ بعد ذلك للعمل العسكري ضمن صفوف العاصفة سنة 1967م، في معسكر الهامة في سوريا.
استُشهد والد القائد أبو علي شاهين في معركة بشيت الشهيرة، حيث كان يقود إحدى مجموعات المقاومة، وقتل الاحتلال الإسرائيلي خمسة من أعمامه إبان احتلال قطاع غزة عام 1956م، ودفنوا في قبرٍ جماعي بمدينة رفح.
وتم اعتقاله في الخامس والعشرين من أيلول 1967م، وحتى الثالث والعشرين من نفس الشهر لعام 1982م في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وكان عميد حركة فتح في سجون الاحتلال آنذاك، حيث أمضى خمسة عشر سنة من عمره في السجون، قضى منها اثني عشرة سنة في العزل الانفرادي.
أشرف أبو علي شاهين، عقب تنسمه عبق الحرية، على تأسيس حركة الشبيبة الفتحاوية نهاية عام 1982م، وخضع للإقامة الجبرية التي فرضتها عليه سلطات الاحتلال داخل منزله بمحافظة رفح من كانون ثاني 1982، وحتى أيار 1983م.
قررت سلطات الاحتلال نفي الراحل أبو علي شاهين إلى منطقة الدهانية أقصى الشرق الجنوبي من رفح، منذ أيار 1983م، وحتى شباط 1985، حيث قضت المحكمة العليا الإسرائيلية حينها بطرده من البلاد بدعوى خطورتهِ الأمنية؛ فتم إبعاده إلى جنوب لبنان سنة 1985م، ثم وصل إلى الأردن.
جرى اعتقال الراحل بالمملكة الهاشمية الأردنية منذ نيسان وحتى تشرين أول من عام 1986م، حيث تم إبعاده إلى العراق، وقد اختير أميناً لسر القيادة في الساحة اللبنانية منذ تشرين ثاني 1986م، وحتى كانون أول 1987م.
عاود عمله كمسئول عن قطاع غزة في مفوضية القطاع الغربي منذ كانون ثاني 1988م، وحتى أيلول 1993م، ورفضت سلطات الاحتلال لدى تنفيذ بنود اتفاق أوسلو، عودته إلى أرض الوطن، لتتأخر عودته حتى الحادي عشر من أكتوبر 1995م.
عام 1989م، تم انتخاب أبو علي عضواً للمجلس الثوري لحركة فتح، وقد عمل مسئولاً للملف التنظيمي والعسكري لدى إنشاء لجنة الإشراف العليا لقطاع غزة- القطاع الغربي عام 1991م، وكان عضواً في لجنة المرجعية العليا لفتح في الفترة الممتدة ما بين عامي 1995-2005م.
شغل شاهين، منصب عضو بالمجلس التشريعي الفلسطيني، منذ 1996م وحتى 2006 م، وكذلك بقي عضواً للمجلس الوطني الفلسطيني لنفس الفترة، كما أنه عمِل وزيراً لوازرة التموين الفلسطينية منذ أيار 1996م وحتى أيار 2003م.
رحل عنا القائد أبو علي شاهين، عن عمر يناهز ثلاثة وسبعين عامًا، بعد دخوله في غيبوبة بمستشفى الشفاء بمدينة غزة، بعد معاناة من خلل في عمل الكبد، حيث نقل إلى المستشفيات المصرية، ولكن لسوء حالته الصحية وعدم استجابته للعلاج طَلب أن يتم إرجاعه إلى غزة ليدفن فيها، حيث نُقل إلى مجمع الشفاء الطبي ومكث بضع ساعات هناك قبل أن يُعلن عن وفاته بشكلٍ رسمي في الثامن والعشرين من أيار 2013م، مُخلفاً وراءه إرثاً من النضال وسيرة كفاح ثائر أفنى سنوات عمره باحثاً عن الحرية.