بعد الجولة الأخيرة والتراشق الأخيرة، بين إسرائيل وغزة، أو ما يسمونه غلاف غزة، أعقبتها انتقادات ناقمة أو ساخرة على الجانبين، بسبب عدم الضرب في المليان!
على قدر ما أستطيع، أحاول تجنب الفرضيات الظنيّة، التي بلغت حد القول إن الأمر محض مسرحية. لكن هذا الأمر نفسه، يحتاج الى استنتاج الخلاصة في السياسة. فطالما أن هذا هو سقف الفصائل المقاومة، فلماذا لا يتطور موقفها السياسي الى الأمام، طالما أن الموقف العسكري يتطور الى الوراء. وما الذي يمنع وحدة العمل الفلسطيني الوطني، بتبني خطاب سياسي نواجه به العالم، ونحاصر دولة بلا منطق، ويسهل افتضاحها عندما نقول إننا جميعاً نشد الحرية وزوال الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة على الأراضي المحتلة سنة 67 بلا مستوطنات، أو الدولة الواحدة الديموقراطية فعلاً، التي يتساوى مواطنوها في جميع الحقوق الدستورية.
العدو نفسه، يعرف أن معنى هذه الدولة الأخيرة، هو أن البقاء والغلبة، ستكونان لأم الولد، ولذلك يرفضها بأضعاف ما يرفض حل الدولتين. فلا عذرية في السياسة، ولا غشاء بكارة لفصيل. أم إن الانقسام، هو البقرة الحلوب لطرفي هذا الانقسام المديد
على المستوى الداخلي الفلسطيني، يؤسس المنطق الموحد المتماسك، بعد عباس، لقيام كيان فلسطيني ديموقراطي وللحكم بالشعب وليس من وراء ظهره، وستصبح المعادلة الفلسطينية جلية ومبرقة: شعب موحد يرزح تحت نير الاحتلال الأقدم والأطول في العالم، وهذا الاحتلال يزداد صلفاً وإجراماً، وبديل انتصارنا عليه هو الانتصار.