غزة: ولد الشهيد أحمد مفرج أبو حميد سنة 1938م، والتحق بدبلوم العلوم العسكرية بجمهورية مصر العربية عام 1963م، وكان أحد مؤسسي التنظيم السري لحركه فتح، وقائداً للكفاح المسلح في لبنان عام 1978م، وقائداً للساحة اليمنية في1983م، كما كان الشهيد مفرج قائداً لقوات صبرا وشاتيلا، وعضواً للمجلسين الأعلى والمركزي.
وبعد عودته مع السلطة الوطنية لأرض الوطن سنه 1994م، اختار مدينة خانيونس ليعمل بها كقائد للمنطقة الجنوبية، نظراً لارتباطه بهذه المدينة، حيث كان بها قبل حرب 1967م، ويقول مقربون من الشهيد القائد أبو حميد “كان من أبرز قاده الحركة منذ بدء الكفاح المسلح وخلال شغله منصب قائد الساحة اليمنية، ونظراً لتركيبة المجتمع اليمني العشائرية، فقد ظهر أبو حميد ليطابق هذه الطبيعة اليمنية وحافظ عليها من خلال قيادته للقوات الفلسطينية باليمن، كما حافظ على نقاء الثورة الفلسطينية وسمعة النضال الفلسطيني، الأمر الذي أسس لعلاقة حميمة مع الشعب اليمني.
وتمتع الشهيد بالقدرة العالية والانضباطية الرفيعة، فانعكس ذلك على القوات الفلسطينية، مما جعل هذه القوات تشارك في كل التدريبات باليمن وفي جميع المجالات العسكرية من طيران وبحرية، وخصوصاً قوات الحرس الجمهوري، فأعطى ذلك نموذجاً حياً للرجل الفلسطينيين وقد تميز الشهيد مفرج بأنه من القادة المميزين قولاً وعملاً وكان رمزاً للانضباط العسكري والعطاء المتواصل، حيث ظهر ذلك جلياً على قواته التي انغرس فيهم الولاء لله والوطن وحب الانتماء.
وكان “أبو حميد” مثلاً يقتدى به في الانضباط والعطاء، ومما يدلل على ذلك أنه استشهد أمام قواته في الميدان ليجسد أبرز صفات القائد الشجاع.
وفي علاقاته الاجتماعية، عُرف عن الشهيد أنه تميز بأنه بكونه إنساناً اجتماعياً بقدر ما كان حازماً وشديداً، حيث كان يشارك المواطنين والجماهير في كل المناسبات والأحداث ويساهم في كل الأزمات التي تعرض لها المواطنين.
وأسهم الشهيد في إنشاء مقر بلدية مدينة خان يونس الجديد، حيث كانت الأرض التي أنشئت عليها البلدية بحوزة الارتباط العسكري، بحيث أبدى الشهيد مفرج تعاوناً وتفاهماً كبيرين لإنشاء المقر، وقد رعى الاتفاق الذي تم بين البلدية وبين الارتباط العسكري على هذه الأرض، وقد قررت البلدية بعد استشهاده، وتقديراً لخدماته ودوره الكبير في خدمة المدينة أن تطلق اسمه على ميدان “أبو حميد”، إلى جانب تسمية مدرسة باسمه لتحيي ذكراه بين الأجيال القادمة.
واستشهد اللواء أبو حميد في الثامن من مارس 2002م، ليلتحق برفاق الدرب والسلاح الذين ودعهم معاهداً على النصر أو الشهادة، وقد صدق وأوفى على تراب عبسان الكبيرة، ويشهد له دمه وسلاحه الذي لم يفارق يده.