آخر الاخبار

الشهيد المُعلِّم..”أبو يوسف النّجار” القائد العام لقوات العاصفة

غيَّبت رصاصات الغدر الإسرائيليّة، في العاشر من أبريل 1973، المقاتل والمُعلِّم الفلسطيني محمد النَّجار، ضمن عملية اغتيال مُدبَّرة نفّذها جهاز الموساد الإسرائيلي أثناء استهداف مراكز منظمة التحرير الفلسطينية بالعاصمة اللبنانية بيروت، فيما أُطلِق عليه اسم عملية الفردان (نسبةً إلى الشارع الذي كان يسكنه الشهيد)، والتي راح ضحيتها عدد من قيادات الصف الأول لمنظمة التحرير.

أتمَّ الشهيد النجار، دراسته الابتدائية في مسقط رأسه قضاء الرملة، ثم انتقل إلى الكلية الإبراهيمي في القدس لاستكمال تعليمه الثانوي، وعاد إلى قرية يبنة ليعمل مدرساً هناك، إلى أن اضطر كبقية الفلسطينيين، لمغادرة قريته واللجوء إلى قطاع غزة إثر النكبة الفلسطينية عام 1948م، ثم واصل عمله كمدرس في مخيم رفح للاجئين حتى عام 1956م.

عُرِف النجار بمواقفه الوطنية الثابتة، حيث تم اعتقاله للمرة الأولى عام 1954م، على يد السلطات المصرية بتهمة قيادة المظاهرات المُطالبة بالتجنيد الإجباري للشبان الفلسطينيين، ثم في عام 1955م، تم اعتقالة لقيادته إحدى المظاهرات الرافضة لمشروع التوطين شمالي شبه جزيرة سيناء.

حذّر الشيهد أبو يوسف النجار مراراً، من أن تتحول القضية الفلسطينية لكيسٍ من الدقيق أو عدة أرطال من السكر والزيت والأرز، وكان صاحب شعار: ولّعوا النار في هالخيام وارموا كروت التموين.

عام 1957، انطلق الشهيد النجار، على متن مركب شراعي نحو سوريا، ثم عمان، ثم إلى قطر، حيث عمل هناك في دائرة المعارف القطرية، وقد تم انتخابه في الدورة الخامسة للمجلس الوطني الفلسطيني عام 1969 عضواً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية- ممثلاً عن حركة فتح، إلى جانب اختياره رئيساً للجنة السياسية العليا للفلسطينيين في لبنان.

تولى رئاسة الدائرة السياسية بمنظمة التحرير عام 1973م، وكان من أبرز الرافضين لقرار مجلس الأمن الدولي 242، وطالما أكد على إصرار المقاومة الفلسطينية على القتال حتى النصر، وطالب الدول العربية والدول الصديقة بدعم الثورة الفلسطينية لتمكينها من تحقيق أهدافها.

شغل الشهيد خلال حياته، مناصب قيادية عدّة على الساحة الوطنية الفلسطينية، فكان أول قائد عام لقوات العاصفة عند انطلاقتها، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس اللجنة السياسية لشؤون الفلسطينيين في لبنان، وممثل فلسطين في مؤتمر وزراء الخارجية والدفاع العرب في القاهرة عام 1971م.

في ليلة العاشر من نيسان عام 1973، نسفت مجموعة من الموساد الإسرائيلي مدخل شقة الشهيد النجار، ليقتحموا المنزل حيث كان نائماً في غرفته مع زوجته رسمية النجار، والتي حاولت أن تحميه بجسدها من وابل الرصاصات، واستشهدا معاً، فيما تمكن بكرهما يوسف من الهروب إلى المنزل المجاور عبر نافذة غرفته.

الشهيد أبو يوسف النجار، سيرة مُعلّم شُجاع، قائدٌ مؤسسٌ وصاحب معظم المنطلقات والأهداف الحركية، وانتخب عضواً في اللجنة المركزية للحركة منذ تأسيسها عام 1965، ومنذ عام 1967 تفرغ نهائياً للعمل التنظيمي والوطني ضمن صفوف حركة فتح، إلى أن تمكن الموساد الإسرائيلي من اغتياله في مثل هذا اليوم من عام 1973م .

أخبار ذات صلة