كتب: عدلي صادق:
بعد سيطرة موظفة من عابري وعابرات السبيل الفلسطينيين في مصر، على سفارتنا في القاهرة، وتعرفها على أقصر الطرق للتحكم في مقادير الناس عن طريق أمن رام الله وإخباريات الفشنك، ومع ضعف أو مرض الأخ دياب اللوح أمده الله بالصحة، أصبح خط توزيع المنح التي تقدمها لنا الدولة المصرية، في كل موسم، يقفز دونما ضمير عن استحقاقات الفقراء النابغين، وهذا يحدث منذ سنوات، بعد أن حرصت المنظومة التافهة، على تعجيل تقاعد المستشار الثقافي السابق المحترم د. محمد خالد الأزعر.
إن التصرف في منح الدولة المصرية للنابغين الفلسطينيين الفقراء، يجري بالأسلوب الدكاكيني والأمني، ويستفيد منه انتهازيون بعضهم تم استرضاؤهم للتخلص من نقابة الموظفين في الضفة وتدميرها. أحد المستفيدين كمثال يكشف عمق السفالة في استغلال ما يتاح لفقرائنا من عون، كأن يحصل شخص ميسور الحال ممن كانوا يعملون في نقابة الموظفين، على منحة للدكتوراة في مصر، ثم على منحة لزوجته، ثم على منحة طب في جامعة الإسكندرية لإبنه المتأخر في المجموع عن آلاف الطلاب الفقراء النابغين الذين حصلوا على ما فوق معدل التسعين حتى التسعة والتسعين وكسور..
في الضفة وغزة ـ يا أبا النمر ـ هناك نابغون فقراء لا يتمكنون من دخول الجامعات، ويقعون بين شِقيْ الرحى أو بين فكي كماشة: جامعات الوطن الاستثمارية التي لا قلب لها ورسومها أعلى من الرسوم في التشيك، وفساد الإدارة الفلسطينية وكل أفرعها، واغترابها التام عن فكرة المسابقة والنقاط والمجموع وظروف الأهل وعن العدالة بالمحصلة.
الطبقة السياسية يمكن أن تصبر على هذه السفالات الى أن يغير الله أمراً كان مفعولا، لكن كيف يمكن التغاضي عن حاجة اللحظة، لبناتنا المتفوقات وقد شاهدنا وسائل التواصل تنز أو تدلف دموعاً من عيونهن وعيون الشباب الفقراء المتفوقين؟!
على مستوى سفارتنا في القاهرة لوحدها، ما الذي يفعله لكم أشكال ذلك العيساوي الذي اقتنص لأسرته عدد من المنح وهو في غير حاجة..
ليس من حق سفير أو ديبلوماسي أن يشعر بأنه يصنع لنفسه مجداً بينما تكون مدة خدمته منذورة لحراسة ممارسات وضيعة!
منذ أن بدأ السفير لدى مصر عمله، أشدنا بالرجل الذي نعرفه منذ نعومة أظفاره، والمبدأ أن كل من يحسن العمل ويتصرف بوطنية، نؤيده حتى لو اختلفنا معه في نقطة الموالاه. بالنسبة للقاهرة نعلم أن الرجل يتحاشى إغضاب القوى المهيمنة في رام الله، لكن الحياة وقفة عز.