آخر الاخبار

باقة الزهر التي التهمتها نارٌ غادرة

كتب عدلي صادق: أكثر ما يوجع، في كارثة الحريق في مخيم جباليا، أن الضحايا من آل أبو ريّا، الذين عُرضت أسماؤهم وصفاتهم، يمثلون عيّنة اختارتها أكثر المصادفات والأحداث إيلاماً، للتعريف بالمستوى الرفيع للشعب الفلسطيني الخلاّق. فالرجل الكبير، عليه رحمة الله، مدير العلاج الطبيعي في المراكز الصحية لوكالة الغوث، يثابر على تخفيف آلام المألومين، والزوجة محامية تتقصى العدالة، والشاب مدير في الإدارة الحكومية عُرف بطيبة أخلاقه ومناقبيته العالية، وزوجته أستاذة، وأخيه صيدلاني، وزوجة الأخ أيضاً أستاذة، وإبنة الرجل الكبير أستاذة، والأطفال أطفال والصبايا صبايا!

رحمهم الله جميعاً وأسكنهم عليين. هم، مجتمعين، يشكلون باقة عطرة من زهر وورد، التهمتها نيران غادرة في زمن غادر، فاستحقوا ما قاله المصطفى عليه السلام بأن الحريق شهيد والذي يموت تحت الهدم شهيد.

ما أحوجنا، في لحظات الألم، الى المواساة النبوية، التي أنبأتنا من قديم، بأن من يموت تحت الهدم شهيد، ومن يموت بالحريق شهيد. فلأرواح الذين ماتوا بالحريق، والتحقوا بمن ماتوا في بلادنا تحت الهدم وتحت القصف، الدعاء بالرحمة والغفران والرضون.

أخبار ذات صلة