مصر: أكد توفيق أبو خوصة، القيادي بتيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، على أن هناك قرار استراتيجي في كواليس الرئيس عباس بتصفية أي أثر ذي صلة بالنائب محمد دحلان في الضفة الفلسطينية.
وأضاف أبو خوصة “تتجلى نتائج التصفية عبر سلسلة من الاعتقالات التعسفية ومداهمة المنازل والعبث بها وتخريب محتوياتها تحت ذريعة وجود مؤامرة دحلانية تقودها خلايا نائمة وكامنة تمتلك كميات كبيرة من الأسلحة تنتظر لحظة الصفر للتحرك”.
وتابع “جاءت المغالطات المفضوحة في تصريحات “إبن الكلب”، كما وصفه الرئيس عباس نفسه، لتشكل فزاعة استثمرها المرجفون ولرفع منسوب الرعب الدحلاني في أرجاء المقاطعة على اعتبار أنه يلامس دواخل الرئيس ويجد في نفسه وقعاً من الاستفزاز والتخوفات التي لا تهديها كل التطمينات الجادة و الحقيقية”.
وأوضح أن رجع الصدى يأتي بالمزيد من القرارات الطائشة وما يستجيب لأهداف الطامحين والحاقدين والدساسين من أصحاب الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس، مبيناً أنهم يدركون جيداً قوة هذا الرجل وقدرته في التأثير على غير صعيد، وقد تحول إلى حالة تنظيمية وجماهيرية تفرض نفسها على الساحة داخل الوطن وخارجه.
وأردف “هذا بدل من اتخاذ الإجراءات العملية لمواجهة مخططات الضم وفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة وتهويد القدس وتعزيز الاستيطان، تنحرف بوصلة السلطة وأجهزة أمنها لملاحقة كل معارض وناقد ومختلف والزج بهم في السجون عبر بوابة الاعتقال السياسي ومصادرة الحريات والسعي إلى إخراس كل الأصوات الحرة و الناقدة”.
وبين أبو خوصة أنه إذا كانت في الماضي تستهدف الفتحاويين من أبناء قطاع غزة، فقد امتدت الآن لتشمل كل الفتحاويين والمناضلين ممن لهم مواقف معارضة أو ناقدة لسياسات الرئيس عباس وتداعياتها التي لا تخفى على المستويين الفتحاوي خصوصاً، والوطني عموماً.
وأشار إلى أن هناك معلومات من مصادر موثوقة تفيد بأن أجهزة الأمن في رام الله تعيش حالة من الهوس، إذ باتت تشك في عشرات الضباط من منتسبيها وعدد لا بأس به من العاملين في السلطة بمواقع متقدمة وأرجتهم في قوائم الاشتباه والاتهام بأنهم على صلة بالنائب محمد دحلان، وهؤلاء جميعاً في بؤرة الاستهداف المخطط للمرحلة القادمة.
وعبر عن استغرابه من أن الرئيس عباس يستعد للإعلان عن تحديد موعد لإجراء الانتخابات التشريعية بعد التوافق المبدئي على إجرائها مع حركة حماس حتى نهاية العام الحالي، كما تشير التسريبات الأولية، متسائلاً “أم أن في الأمر خديعة؟”.
وأضاف “هنا لا أعتقد أن هناك عاقل يستوعب أن من يقرر الذهاب لانتخابات عامة يطلق غربان الخراب لتعيث خراباً مضافاً على كل ما سبق من خراب بات يتفشى في أوساط حركة فتح على مر السنوات الماضية”.
وذكر أبو خوصة المغامرين والطامحين والطامعين بأن حركة فتح مجتمعة بكل أطيافها هزمت في الانتخابات التشريعية 2006 ، وكانت أفضل من ظروفها الحالية ذاتياً وموضوعياً بما لا يقاس أو يقارن، متسائلاً “هل حركة فتح مؤهلة لخوض هذه الانتخابات بعد ما أصابها من هوان وتحلل لجبهتها الداخلية وتهميش لأبنائها وتجويعهم وإقصائهم وملاحقتهم أمنياً وتنظيمياً وسياسياً وإذلالهم وامتهان كرامتهم بلا حساب؟ أم أن هذه القيادة تبحث عن مصالحها و مصالحها فقط”.
وقال “ما دامت هي راضية ليس على الجميع أن يرضى ويسلم بما يطبخ له في كواليس المقاطعة و أكنافها، وإن فتح ليست قطيع من المغيبين، بل كل فتح بانتظار محاسبة الجميع على رزايا خمسة عشر عاماً لم تتوقف”.
وختم بقوله “من يعتقد أن هذه الحركة العظيمة ممكن جمع قياداتها وعناصرها وجماهيرها بإشارة من إصبعه واهم ومخطىء، لأن كل واحد منهم لديه دفتر حساب يبدأ ولا ينتهي، نعم للانتخابات ولكن قبلها وحدة فتح، فلسطين تستحق الأفضل، ولن تسقط الراية”.