آخر الاخبار

توترات خطيرة.. وتهدئة جديدة

كتب عدلي صادق: تصاعدت الأمور في بلادنا ثم هبطت قليلاً. المصريون قادمون لتهدئة جديدة. وفي محاذاة كل هذه التوترات الخطيرة، بدت حالنا الفلسطينية مزرية، إذ ما زالت كل مخرجات الفصائل تراوح في مربع الكلام العقيم، لتؤكد المرة تلو الأخرى، على أن لا طرف ينسجم مع أي طرف آخر، وليست لدينا رؤية فلسطينية جامعة. الكل يُشرّق ويُغرّب، بين المكابرة المعطوفة على خطاب الطنين والإعراب في الوقت نفسه، عن فراع هذا الطنين من أي مضامين مؤثرة لصالحنا، والمواقف كلها تجتر منطق الوعود بالرد في حال الاعتداء فقط، والعدو يُكرس منطقاً مضاداً، وهو أن يأخذ كل طرف فلسطيني بمفرده، ويطبق هذه القاعدة حتى في لبنان. فإن أطلقت حماس، يرد عليها في موضع إطلاقها من لبنان، فنجد أنفسنا أمام حال النأي اللبناني بالنفس عن دخول المعترك، سواء من الدولة أو المقاومة، وهكذا في غزة!

 نحن للأسف البادئون بتحويل أنفسنا الى آحاد. مواقف وأطراف وعناوين.

الوسطاء يفعلون ما يستطيعون وهم لا يستطيعون تغيير منهجيات الوساطة، لأننا أصلاً لم نساعدهم بإصلاح عرباتنا لكي لا تسخر الطرقات منا. في كل مرة تتوتر الأوضاع، نرى الوسطاء يتعاملون مع واقع التصعيد باعتباره نتيجة ولا يجدون ما يساعدهم على التعامل معه بمنطق أسبابه. يعربد العدو في القدس والضفة، وإن شهدت الأمور تصعيداً تكون المعالجة للنتيجة وبمنطق النتيجة، وليس للسبب وبمنطق السبب، وصولاً إلى تهدئة التوتر على الرغم من بقاء أسبابه التي ستلد تصعيداً جديداً طالما أن العدو لا يتخلى عن طبائعه!

إن ذميمة الانقسام والتعارضات والتشرذم المتناسل في الحال الفلسطينية، شجعت كلها الدولة المارقة، على التعامل معنا آحاداً وفِرادى، وضيعت أيضاً السياسة وجلبت المزيد من الفوضى فأصبح لا شيء متماسكاً على الجانب الفلسطيني، بينما البعض يلجأ الى إشباع نفسي بديل، من خلال التصريحات، وكأن التصريحات تفتح أفقاً أو تبني موقفاً.

الأوضاع الاجتماعية ـ الاقتصادية تتردى أكثر فأكثر، وشعبنا يعيش أسوأ مراحل حياته، ويتفشى البؤس. أما عباس فهو غير معني بتاتاً بجمع الناس وبدا جلياً أن مصلحته تكمن في التشتت!

 لا شيء يجمع أحداً مع أحد، بينما الغضب يتفجر فردياً من الشباب الذين يبادرون الى أي عمل وبأي كيفية، وهم يعلمون أنهم ملاقو ربهم، وأن أسماءهم تُحفظ ليوم أو يومين، لكي تنال الترحم في أيام ارتقائهم، ثم تُنسى ولا يذكرها بعدئذٍ سوى أمهاتم وأطفالهم أو زوجاتهم.

الممسكون بمقاليد الأمور في الفصائل مستريحون، لا يغيرون ولا يبدلون، ولا يستحون. وأبناؤنا من هذا الشعب، يضحون بأرواحهم لكي يعبروا عن غضبهم من عربدة المحتلين العنصريين الفاشيين، وبعض هؤلاء يضحون بأرواحهم من ـ وفي ـ أراضي 1948..

زميلنا الكاتب بكر أبو بكر، وهو من قلب مربع الموالاة؛ كتب أمس سطوراً جريئة يشكر عليها، وقدم شرحاً لكل أنواع القيادات الفاشلة من كل طيف بلا استثناء..

أخبار ذات صلة