ثلاثةٌ وسبعون عاماً مضت على نكبة شعبنا الفلسطيني، يوم أن حرقت العصابات الصهيونية الأخضر واليابس ونفذت المجازر المروعة واقتلعت شعبنا من أرضه ودياره، وأقامت لها الأمم المتحدة كياناً على أنقاض وطننا الذي سلبته وحاولت شطب هويته وطمس معالمه وتهويد مقدساته.
ظن الاحتلال البغيض، والقوى الظالمة في هذا العالم، أن شعبنا سينسى نكبته، ويستسلم للواقع الذي فرضه المستعمرون الغزاة، لكن جماهيرنا الحرة سرعان ما غادرت مربع الاستكانة، وأشعلت الثورات والانتفاضات المتعاقبة، وفجرت الأرض تحت أقدام المستعمرين، وبرهنت للعالم كله على أن شعبنا عصيٌ على الانكسار، وأنه يمتلك إرادةً فولاذيةً وعزيمةً لا تلين، وأنه يستحق العيش بأمنٍ وسلامٍ وحريةٍ وكرامةٍ على أرض وطنه في دولةٍ تحقق آماله وتطلعاته.
يقاوم شعبنا اليوم بكل بسالةٍ وجرأةٍ وقوة من أجل حريته، ويتصدى بصدره العاري دفاعاً عن مقدساته، وتنزف غزة الأبية من أجل الأقصى، ورفضاً لمخططات الاحتلال في الشيخ جراح وممارساته عند بوابات الأقصى، وتنتفض الضفة البطلة لتكتمل الصورة مع الهبة الشعبية في الأراضي المحتلة عام 1948، ومن خلفهم جميعاً أهلنا في الشتات الذي يحيون اليوم ذكرى النكبة على بوابات الوطن وعلى تخومه من كل الجهات، ويعطي للصهاينة درساً أن الكبار ماتوا والصغار لم ينسوا، وأن جيلاً فلسطينياً جديداً يخرج اليوم إلى المواجهة، لا يعرف معنى الخوف ويقاتل من أجل حريته التي سينالها حتماً، طال ليل الاحتلال أم قصُر.
في ذكرى النكبة، يحيي تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح مقاومة شعبنا الباسلة في كل مكان، ويدعو إلى رص الصفوف والاستناد إلى جدار الوحدة الوطنية، وتشكيل جبهةٍ وطنيةٍ قادرةٍ على استعادة البوصلة التي حرفتها السياسات العقيمة، واستبدال هذه القيادة المتسلقة والمسلوبة الإرادة والبعيدة كل البعد عن واقع وآلام وجراحات شعبنا التواق للحرية والعدالة، والتي لم تعد قادرة على توجيه الجماهير أو خوض المجابهات شعبياً وسياسياً ودبلوماسياً، فقد آن لشعبنا أن يزيل آثار النكبة، ويبني دولته الحرة المستقلة وعاصمتها القدس التي كانت عاصمتنا منذ الأزل وستبقى عاصمة دولتنا إلى الأبد رغم كل المؤامرات والصفقات الموهومة.
المجد والخلود لشهداء شعبنا الأبرار والشفاء لجرحاه البواسل والحرية لأسراه الأبطال
وإنها لثورة حتى النصر
الجمعة الموافق 14 مايو 2021