آخر الاخبار

جواز سفر د. ناصر القدوة

كتب عدلي صادق: فوجيء د. ناصر القدوة، بامتناع السلطة، كيدياً، عن تجديد جواز سفره الأحمر، على خلفية خيارات ومواقف من جنس السياسة الداخلية، وأغلب الظن أن عبس سُئل عن التجديد عندما أراد ناصر أن يجدد، فأشار بالمنع البات، ثم تولى العسس وضع بصمته على بيانات جواز السفر العادي الذي صُرف للرجل، فكتب عسس المحنك، في خانة المهنة، أن ناصر القدوة طبيب أسنان.

معنى ذلك أن الخلية عثرت لناصر على مهنة، بحكم كونه من خريجي كلية طب الأسنان، وإن كان لم يشتغل بها. ولا تتوقع الخلية، أن يبادر أحد الى تذكيرها، في حال تعرض أي من أعضائها لمثل هذا الموقف،باستحالة العثور له على مهنة قبل أن يصبح من وجهاء زمن عباس، وفي هذه الحالة ما الذي يمنع تعبئة الخانة بكلمة عربجي؟!.
الحقيقة أن ناصر محظوظ أكثر مني، لأنهم كتبوا في خانة المهنة في جواز سفري العادي:”بدون” أي “عواطلي” وهذه سابقة تحدث للمرة الأولى في جوازات سفري الفلسطينية والعربية السابقة.

ففي الجزائري بروفيسور، وفي اليمني ديبلوماسي وفي الوثيقة اللبنانية موظف في وكالة الغوث. ولم أكن أفي الحقيقة حمل أياً من تلك الصفات، لكن جميع السلطات التي أصدرت لي جوازات السفر كانت تتأدب معنا وتحرص على تأمين عنصر الاحترام لمن يجمل جواز سفرها.
أما الفاقدون للاحترام، من غير ذوي المهن أصلاً، فيتعمدون التقليل من شأن كل من يختلف معهم. بل إن عباس تحديداً يؤذي بدون سبب، وقد شهدت بنفسي كيف أنه رفض تجديد جواز السفر الأحمر للرجل الثمانيني الطيب الأستاذ حسني زعرب، الذي شغل في آخر وظيفة له منصب محافظ خان يونس، ولما احترنا في السبب، لأن “أبا حسام” لم يُسيء له أو لغيره، قال أحد الخبثاء، أن السيد حسني زعرب كان من أقرب الأصدقاء الحميمين للشهيد القائد صلاح خلف بعبع المحنك!
بصراحة من أيامها أدركت أن الرجل ليس من الخطائين والفاسدين وحسب، وإنما من عُتاة الحاقدين، ولا أقول ذلك كنوع من الشتيمة ولا أبرر، وإنما أؤكد على أن الوصف علمي جداً وتعلله غرائزه ووقائع تجربتنا معه!
فهو يحرم الأتباع من أي حرف أو مثال، يتكئوا عليه لكي يستذكروا له موقفاً نبيلاً، عند اضطرارهم لشرح أسباب موالاتهم له في زمنه. فحتى التعزية ربما نكون نحن السبب في استحداثها في “المقاطعة” لكثرة ما نوهنا الى استنكافه عن مواساة أسرة منكوبة أو محروقة أو فقدت عزيزاً، ما اضطر الحاشية الى تدبير إجراء، بوضع ورقة أمامه فيها إسم مستحق التعزية أو المواساة، واسم الفقيد، أو عنوان المصيبة، وإعطائه سماعة الهاتف، لكي يقرأ كمن يواسي، على طريقة أفلام عادل إمام عندما يكون متعهد الترويج لأحد مرشحي مجلس الشعب.


على الرغم من ذلك، وبعد كل ما فعل هذا الرجل المتسبب في شقاء أسر وحرمان أطفال وإنكار حقوق وتجاهل كفاءات وقدرات، وممارسة النميمة في حق أخيار راحلين، وإنكار أفضال ذوي الفضل؛ لم يحقق غراماً واحداً من النصر ولا من راحة البال. فحقده على أي إنسان، يعطي الإنسان ميزة واحتراماً لدى المجتمع. فالرجل ـ بلا مؤاخذة ـ أصبح أداة توسيخ، لأناس كانوا وربما ما زالوا محترمين، لكنهم بالتواجد في حظيرته، باتوا في موضع الشك أو التأثيم، ويعلم الله أننا لم نكن نريد له ولا لأصحابه مثل هذا المآل!

أخبار ذات صلة