ذات صلة

حسين الشيخ مرة أخرى!

كتب عدلي صادق: يتحدث المتطفل الواهم، حسين الشيخ، كما لو إن الشعب الفلسطيني لم يبلغ سن الفُطام، فيقول إن قرار الذهاب إلى العقبة ليس قراراً فردياً، فكل فصائل منظمة التحرير مطلعة على تفاصيل ما كان يجري بيننا وبين الأمريكيين والإسرائيليين والعرب!
في هذه الجملة وحدها، يكذب المذكور أدناه، ثلاث مرات، الأولى عندما يُقدم نفسه كقيادة تمثل قيادة، وهو الذي لم تفوضه دير طريف بأن يقود. والثانية أن الذهاب الى العقبة لم يكن قراراً فردياً، بمعنى أن القرار كان جماعياً وديموقراطياً، والثالثة أن فصائل منظمة التحرير كانت مُطلعة “على تفاصيل ما كان يجري” في إيحاء سمج، بأنه حصل على موافقة الفصائل بينما هذه الفصائل اجتمعت وأعلنت رفضها. وحتى لو كانت قد اطلعت، فلا يعني هذا أنها وافقت!
كذلك يقول حسين الشيخ، إن لقاء العقبة ليس أمنياً، وإنما لقاءً سياسياً أمنياً اقتصادياً، للوصول إلى عملية سياسية أكثر شمولية “تقود لتحقيق السلام العادل والشامل”. وهنا، هو يكذب فينفي المقصد الأمني حصراً ، وللتعمية يجتر معزوفة “السلام العادل والشامل”!
ثم يقول بغباء إن قرارات ما يسمها “القيادة” تهدف إلى إجبار إسرائيل على وقف عدوانها. وهنا يجعل القمرجي “القرارات” قوةَ إجبار، كانت مخبأة ثم ظهرت في زمنه الفارق بين زمنين، لكي نعلم منذ تلك الساعة أن قرارات السلحفاة الزاحفة الى سن التسعين، تمتلك قوة الإجبار!
هذه “القيادة” الرمة التي يدعيها حسين الشيخ، لا تملك إلا أن تكذب بغباء. فلو أرادت أن تكذب بذكاء لاستحدثت لنفسها ـ ولو صورياً ـ مؤسسة دستورية واحدة، شبيهة بمؤسسات التمثيل الحقيقي للمجتمع وتنوب عنها، أو إطاراً تحايلياً يلتئم ثم يقرر ثم يحلق للقرارات على الزيرو، مثلما حدث في سبتمبر 2020 في اجتماع الأمناء العامين للفصائل، في رام الله وبيروت، عبر تقنية “الفيديو كونفرنس”َ. ففي تلك المناسبة الكاريكاتيرية، ابتلعت الفصائل الطُعم بسذاجة، وحضر أمناؤها العامون في كامل هندامهم، واهمين بأنهم سيزفون البشرى !
لكن السؤال: من أين يأتي حسين الشيخ، بكل هذه القدرة على الوقاحة؟ لعل بعض أسباب التجرؤ، هي الفصائل نفسها التي عارضت اجتماع العقبة.