كتب عدلي صادق: جلس جبريل الرجوب على منصة في دمشق لكي يتحدث، فَشرَّق وغرَّب، بينما لغة السياسة التي يعرفها، غير قابلة للتصدير ولو الى سوق الصومال، لأنها مزيج من الشيء ونقيضه!
فما سمّاه “ربيع حمد بن جاسم” (وليس هذا هو اسم حمد بن خليفة) الذي شهدته بعض الدول العربية، كنا نحن من ضحاياه، إذ حاولوا (لا ندري من هم؟ ولا ماذا يريدون) الضغط علينا لكي نكون شركاء لكننا لم نقبل. وأعطت سوريا لحماس ما لم تعطه لأحد “لكن الحركة انتقلت الى مكان آخر” دونما شرح لأسباب انتقالها أو لوجاهة حشر جبريل أنفه في الموضوع، فيما هو يزعم أن حركته تبذل جهداُ للملمة الحالة الفلسطينية..
وفي تظهير لعقدة الوصاية على السياسة الفلسطينية وقيودها يقول: “أبو مازن حرٌ في زيارة سوريا، أو أي بلد ولا يوجد أي وصيٌ علينا” ومَن ذا ـ في دمشق ـ يتحكم في حركة عباس؟ ولماذا لا يزورها؟! ومن يمنعه؟ وهل كان عندما صوّت على طرد سوريا من جامعة الدول العربية مقيداً أم طليقاً؟!
وأي “ربيع عربي” يفاخر الرجوب بالنأي عنه؟ فالربيع الوحيد الذي لم يأت، هو ربيع رام الله، أما ربيع تونس ومصر واليمن، فقد أطاح بن علي ومبارك وعلي بن صالح، ولا أفق لربيع رام الله مع استمرار خريفها!
سوريا حسب حديث الرجوب، لم تسع “الى دور في بناء محور ضد ما تقوم به مصر في الملف الفلسطيني”. فأي محور هذا ولماذا يُبنى؟! وما القصد من من هذه الإشارة، ما لم تكن قطر التي يواظب الرجوب على زيارتها هي المعنية
قيل إنه قدم عرضاً في دمشق، لجهود حركة فتح في لملمة الحالة الفلسطينية. لا نعرف ما هو مفهوم الحالة، ولا مقاربة لشرحه. فهو وصف فضفاض، يتحاشى التطرق الى إلغاء الانتخابات واستمرار الانقسام وتفاقم الخصومة، بل إن قواعد فتح المنضوية في تيارها الإصلاحي، عندما توصلت الى تفاهمات مع حماس؛ ووجهت بالهجوم والتخوين.
في أحجية اللملمة للحالة الفلسطينية، صدر في دمشق نفسها، بيان لفصيل “الصاعقة” يهاجم وفد عباس الى دمشق، ويؤكد على تعرض الفصيل للإقصاء ولتزوير تمثيله بقصد إبعاد أصحاب الرأي الآخر في أوسلو.
جبريل فوجئ بالدمار في مخيم اليرموك. ومن لحظة المشاهدة تكون بدأت الحكاية قد بدأت لِتوّها. قبلها لم يكن هناك تدمير، ولم تكن هناك. وليطعمه الله الحج فيما الناس راجعة.
تناسى الرجوب أنه ليس بصدد ترؤس وفدا لدولة، وأن فتح التي يمثلها الوفد هي محض جزء من فصيل ليس أكثر.