أبو ظبي: قال محمد دحلان قائد تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، خلال مقابلة خاصة على قناة العربية “إن الشعب الفلسطيني عانى من الفقر والقهر طوال 15 عام، ومن واجبي أن أساعد أبناء شعبي سواء كنت بالسلطة أو خارج السلطة”.
وأكد “لدينا تياراً عريضاً يعمل بين الجمهور والناس في غزة والضفة والقدس، وإن الإجراءات التي اتخذها أبو مازن هي سبب التمرد على الواقع، فأبو مازن يتخذ إجراءات لإقصاء كل من يختلف معه، وفتح لنا ولا يستطيع أحد أن يقصينا منها وقرار فصلي لا قيمة له، ولم تتم إدانتي في أي قضية من أي نوع وصفحتي ناصعة تماماً، وكلمة الحق في مواجهة أبومازن كلفتني عشر سنوات من الإساءة”.
وقال دحلان “نحن في تيار الإصلاح الديمقراطي سنتوجه بقائمة انتخابية كاملة، سيكون فيها خليط من كفاءات الشعب الفلسطيني الفتحاوية وغير الفتحاوية، وسيكون لنا شأناً عظيماً في هذه الانتخابات، كما أن تيار الإصلاح سيقرر من سيكون في القائمة، ومن سيترشح للانتخابات الرئاسية”.
وتابع “أنا أبحث عن التضامن من شباب فلسطين ولا أريد موقفاً من أي قائد فلسطيني، فنحن لا نعتمد ولا نراهن إلا على الشعب الفلسطيني، وسنكمل المشوار كتيار إصلاحي، ولا نبحث عن مواقع شخصية في قائمة، ولكن ما نبحث عنه هو التغيير في النظام السياسي الفلسطيني، وأن يكون لدينا رؤية تخرجنا من الوحل الذي أدخلنا فيه محمود عباس”.
وحول حركتي حماس والجهاد الإسلامي، قال دحلان “حماس والجهاد الإسلامي جزء من الشعب الفلسطيني، وأنا من بادر إلى المصالحة، ولسنا حلفاء مع حماس، ولسنا في حالة صراع، هناك تفاهمات قديمة أفضت إلى عودة أبناء التيار إلى قطاع غزة، وتم خلق نظام مؤسسة تكافل ودولة الإمارات رعت ذلك”.
وأكد على ضرورة الانتقال من حالة الوهن بسبب الانقسام إلى برنامج وطني للمستقبل، قائلاً “أمنيتي أن أقف أمام الجمهور الفلسطيني،وأذكر مآثر أبو مازن، فخلال فترة حكمه قُسم الوطن وتمت اعادة احتلال الضفة الغربية، وهو ساعد على طبع الهزيمة في وعي الإنسان الفلسطيني”.
وتابع “لا أحمل أعضاء اللجنة المركزية مسئولية قرار فصلي، لأنه من اتخذ القرار محمود عباس لوحده، فأبو مازن لا يريد وحدة حركة فتح بل يريدها دكانة، ويسعى للتوافق مع حماس ليكون مرشحاً رئاسياً، فهو من قطع رواتب أسر الشهداء والأسرى”.
وأكمل “لم نتوقف عن دعم أبناء شعبنا الفلسطيني، حيث تم عمل الكثير من المشاريع كثل الانجاب والزواج ودعم الطلاب وتحرير الشهادات ودفع رسوم جامعية، ونستطيع أن نكون برنامجاً وطنياً مع كل القوى الفلسطينية، وأنا لا أبحث عن منصب ولكن أبحث عن أغلبية وطنية في البرلمان الفلسطيني”.
وأشار دحلان إلى أن تنظيم الحياة اليومية للمواطن الفلسطيني هي أولوية، حيث أن قطاع غزة يحتاج إلى 600 ميجا وات كهرباء فقط، منوهاً إلى أنه يمكن أن يتم حل مشكلة الكهرباء، وإلى أنه بإمكان أحد الأصدقاء التبرع بمحطة لإنتاج الكهرباء في غزة، ومؤكداً على أننا شعب منتج ومبدع ولا يجب أن يتم حل مشكلاته بالمعونات.
وبين أن عباس يبحث عن تجديد شرعيته من خلال المراسيم التي أصدرها في الفترة الماضية، كما أنه يصدر قوانين غير شرعية للتحكم في الانتخابات، وأننا اخترنا أبو مازن لأنه أعلن ثلاثة أهداف، ولكنه فشل في تحقيقها.
وواصل حديثه “إن حماس وفتح تسعيان لقائمة مشتركة، وكل ما يسعى له عباس هو أن يكون رئيساً توافقياً، مؤكداً على أنه إذا جرت انتخابات شفافة سيكون وضع قائمة أبومازن صعباً، وعلى أن الشعب الفلسطيني تلمس مدى الخدمات التي قدمناها له خلال العشر سنوات الماضية قبل الحديث عن الانتخابات، مشدداً على أن لكل من له بصمة في تاريخ الشعب الفلسطيني له الحق في المشاركة في الانتخابات.
وحول ترشح مروان البرغوثي، أكد دحلان أنه سيرشح نفسه وله الحق في ذلك، حيث قال “مروان له الحق أن يرشح نفسه للانتخابات الرئاسية”، كاشفاً النقاب عن أن أبو مازن سيعمل بكل جهده لمنع القائد مروان البرغوثي من الترشح لرئاسة فلسطين، وعن أنه لن يسمح لأحد بالترشح للرئاسة إذا استطاع.
وتعهّد دحلان للجميع، بأن عباس لن يكون المرشح الوحيد بالانتخابات الرئاسية، حيث قال “أنا أتعهد اليوم أمام الجميع بأن عباس لن يكون المرشح الوحيد في الانتخابات الرئاسية، مهما كانت الظروف”.
وقال “لن أستبق الأحداث حول ترشح نفسي للانتخابات الرئاسية، فأنا ممنوع من دخول أمريكا منذ 2004، مشيراً إلى أن للإمارات العربية باع طويل في خدمة أبناء الشعب الفلسطيني منذ عهد ياسر عرفات حتى محمود عباس، كما أنها تُلبي احتياجات الشعب الفلسطيني دون وساطات”.
وبين أن لقاح كورونا مرسل من مؤسسات الإمارات إلى المؤسسات الفلسطينية في غزة والقدس، والواقع يؤكد أن الإمارات ليست صاحبة مطامع في قضيتنا، وكل ما طلبته من الإمارات لصالح الشعب الفلسطيني تمت الموافقة عليه وتم تنفيذه لإغاثة شعبنا في غزة والقدس، ولو سمح أبو مازن لكان أهلنا الآن في الضفة الفلسطينية بدأوا بتلقي اللقاح، مشيراً إلى أن هناك قتال دولي لتوفير لقاح كورونا، وقال “لن نترك غزة وحيدة ويتمية وكأن لا أحد يقف معها لتوفير اللقاح”.
ونفى أن يكون قد ساعد القذافي في تركيا، حيث قال “قالوا إني ساعدت القذافي وقُدت الانقلاب في تركيا ولا تهمني هذه الأكاذيب، فأنا أعرف حدودي كضيف في الإمارات، ولا توجد لي أي علاقة مع إسرائيل منذ خروجي من السلطة”.
واستغرب دحلان، خوف أعضاء اللجنة المركزية من أبو مازن عندما فُصل ناصر القدوة، مؤكداً على أنه يملك أطنان من المعلومات حول تسريبات وثائقي الرواية المفقودة، وقال “أنا لم أقم بتسريب ما جاء في وثائقي الرواية المفقودة ضد أبو مازن”.
وحمل دحلان أبومازن مسؤولية الفشل الذي جرى طوال خمسة عشر عاماً، مؤكداً على أن أبو مازن وشركاءه سيحاسبهم التاريخ على إخفاقاتهم.
وأشدد على أننا لن نحصل على دولة إلا إذا تغير النظام السياسي “وإذا لم نغير من واقعنا الفلسطيني المنقسم فلن نحصل على حقوقنا الوطنية، فالشعب الفلسطيني في محنة وسيحاسب من تسبب في هذه المنحة ولن ينسى من وقف معه”.
وحتم حديثه بالقول “لا أخاف من الاغتيالات والتهديدات وعودتي إلى غزة مرتبطة بهدف، حيث أننا بنينا تنظيماً وتياراً ستفتخر به فتح بعد غياب محمود عباس”.