آخر الاخبار

دحلان يُجدد دعم البرغوثي لرئاسة السلطة ويُطالب بإنقاذ القدس وغزة والمخيمات الفلسطينية

أبو ظبي: جدد محمد دحلان، قائد تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، دعمه لترشيح القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي، لتولي رئاسة السلطة الفلسطينية، مؤكداً على أن البرغوثي يعبر عن إرادة الشعب الفلسطيني.

ورجح دحلان في حوارٍ صحفيٍ مطوّل، رفض البرغوثي مبدأ تعيينه نائباً للرئيس محمود عباس، كي لا يتحمل عقبات وتبعات التزامات عشر سنوات من الهوان والتراجع.

وعن طموحاته المستقبلية، قال دحلان ”كثيراً ما يواجهني هذا السؤال النمطي، و دائما أكرر الجواب نفسه، فلست مرشحاً و لا طامحاً، وأقول ذلك عن اقتناع تام و ضميرٍ مرتاح، أما إعلان دعمي لترشيح أخي مروان البرغوثي فهو ليس وليد الساعة أو ردة فعل على الأزمة الراهنة، بقدر ما هو اقتناع شخصي قديم ومُعلن، ومتابعة يومية لاتجاهات الرأي العام الفلسطيني واستطلاعات متكررة أحرص على إجرائها و متابعتها، ولقد آن الأوان لتنفيذ إرادة الشعب عبر انتخابات وطنية حرة”.

وحول إمكانية قبول مروان البرغوثي تعيينه نائباً للرئيس عباس، تمهيداً لتسلمه مقاليد الحكم، قال ”لا أعتقد أن أخي مروان سيقبل مبدأ التعيين والقفز عن الإرادة الشعبية، وقطعاً سيرفض تحمل تبعات والتزامات عقد من الهوان والتراجع و الهزائم، وأعلم بأن هناك من يفكر بمثل تلك الصفقات المشبوهة لتأمين ما يظنونه خروجا آمنا، وليس في جيلنا من يقبل الهوان في قيمه الوطنية والأخلاقية، ولا أعتقد، بل أجزم أن مروان لن يخذل الشعب، ولن يقبل بمثل تلك الصفقات المشبوهة”.

وأشار دحلان إلى أن وضع الشباب الفلسطيني الراهن شديد الخطورة، إثر ارتفاع نسبة البطالة في الأراضي الفلسطينية وازدياد معدلات الفقر وانعدام الفرص والأفق المستقبلية، منوهاً إلى أن من يغلق آفاق الأمل والمستقبل أمام شباب فلسطين ويدفعهم إلى الهجرة، إنما يقدم خدمات مجانية للاحتلال الإسرائيلي، ولا أستطيع ادعاء امتلاك برنامج لإنقاذ شباب فلسطين حالياً، ولكن لدي رؤية تتطلب العمل الجماعي والمؤسساتي، لكني أحاول قدر المستطاع تقديم النصح والعون بروح مثابرة، وجهودي ومبادراتي ليست أكثر من قطرة في البحر، وأنا حزين لكم وهول الإهمال المدروس والمتعمد”.

ورأى دحلان، أن ضعف القيادة وتخبطها وسعيها لبث الفوضى لأسباب مختلفة وشخصية في بعض الأحيان، سبب أساسي في الحالة التي وصل إليها المشهد الفلسطيني الآن، ملمحاً إلى أنه من غير الممكن أن يتم تحميل مسئولية تراجع أداء فتح سياسياً ووطنياً للأشباح أو الجن أو لمن هم خارج دائرة السيطرة وصنع القرار، وقال ”أنا على يقين بأن إضعاف فتح تنظيميا ووطنيا عملية مقصودة ومتعمدة لإسقاط الخيمة الوطنية الفلسطينية، فلا خيمة دون العمود، وفتح كانت وستبقى عمود الخيمة الوطنية وإن كره الكارهون”.

وأضاف ”فتح تمثل عقل القضية الفلسطينية وقلبها النابض، وفتح قد تمرض لكنها لا تموت، وسر ديمومتها يكمن في فداء وتضحيات جيش جرار من الأسرى والشهداء، وفي مقدمتهم الآباء المؤسسين أبو عمار وأبو جهاد و أبو إياد وأبو علي شاهين، وغيرهم من الشهداء القادة والكوادر والمقاتلين، والصورة الحالية لحركة فتح مشهد مضلل ومخادع للبصر، فما يموج في الأعماق هو غير ما يظهر على سطح المشهد، وكل ما تراه العين مرتبط برغبات وسطوة وهيمنة شخص واحد، وبعض فتح قد يصبر على ذلك الانحراف لبعض الوقت، لكن كل فتح ستنهض من جديد، فالأشخاص زائلين وفتح باقية، قد يطول هذا الليل أو يقصر، لكن الفجر لم يغب يوما عن سماء فتح”.

وتابع ”ليس هناك شيء اسمه المؤتمر السابع في ظل الإقصاء والسعي إلى الانقسام، فما يحدث هو انقلاب القصر بامتياز، والمؤتمر الذي يخطط له وبالتدابير المعتمدة لن يكون أكثر من محاولة انقلابية على تاريخ و تقاليد فتح، ومحاولة بائسة للقضاء على تنوع وتعددية فتح، ولدفع الحركة إلى تقاليد وقيم ستالينية حديدية لا يقوى على فرضها كائنا من كان”.

وأكمل حديثه ”أنا واثق بأن فتح هي مفتاح الاستقلال الوطني، ولا صمَام أمان غير فتح للقضية الفلسطينية، والأوضاع الداخلية الحالية ليست إلا غمامة سوداء ستنقشع قريبا، وفجر فتح مختلف تماما عن هذا السواد المؤقت، فما يرتبط بالأشخاص يزول بزوالهم، وما يرتبط بالوطن يدوم وينمو في وجدان الشعب ولن يزول، وفتح شديدة الارتباط بالشعب والأرض، فتح هي ملح الأرض الفلسطينية المقدسة”.
وعن حالة منظمة التحرير، قال ”إن واقع منظمة التحرير الفلسطينية مؤلم جدا، فهناك من يدفعها إلى الشيخوخة والتلاشي، وقد ينسى البعض المتنفذ بأن شعبنا قدم آلاف الشهداء والأسرى دفاعا عن منظمة التحرير ووحدانيتها، ولقد كانت المنظمة وطننا المعنوي في مواجهة الاحتلال الغاشم”.

وأضاف ”إن الظروف تغيرت، ومن دون التعامل الحكيم مع المتغيرات الموضوعية بعقلانية وإنصاف ستتلاشى وحدانية التمثيل الفلسطيني، فلا مجال للحديث عن وحدة وطنية فلسطينية حقيقية دون مراعاة تمثيل وأوزان حركتي حماس والجهاد الإسلامي، ودون إعطاء الأغلبية المستقلة الدور والتمثيل الحقيقي في قيادة وإطارات منظمة التحرير الفلسطينية، أما إن كان هناك من يسعى إلى توافق فصائل منظمة التحرير، وإلى تسويق ذلك التوافق وهما حول الوحدة الوطنية الفلسطينية، فإنه لا يخدع أحدا غير نفسه وشعبه”.

وفيما يخص علاقته بالفصائل الفلسطينية والمجتمع المحلي الفلسطيني، قال ”علاقتي جيدة إجمالا مع فصائل العمل الوطني في ظل ما يفرض على فصائل منظمة التحرير الفلسطينية من حصار و تضبيق مالي، وكذلك ما تواجه به من بطش الاحتلال، وجيدة جدا مع القوى المستقلة عن قيود السيطرة المحكمة على أموال المنظمة، وأتشرف بمستوى العلاقة مع قادة حركة الجهاد الإسلامي وخاصة مع الأخوين العزيزين الدكتور رمضان شلح، وزياد النخالة”.

وعن العلاقة مع حركة حماس والقواسم المشتركة في الحكم معها، قال ”قبل الحديث عن توافقات و قواسم الحكم دعونا نبحث عن قواعد وأسس التعايش، وبكل صراحة أقول حركة حماس ظلمت ثم انظلمت، وأنا موقفي كان علانية وعلى رؤوس الأشهاد عام 2006، حين طالبت بتقبل نتائج الانتخابات التشريعية وتسليم مقاليد الحكم إلى حماس وانتقال فتح إلى المعارضة، لكن صوتي كان وحيداً في وادٍ سحيق، فظلمت نتائج الانتخابات وتم تجاوز الإرادة الشعبية بغض النظر عن أسبابها، وتلك مرحلة ظلمت فيها حركة حماس، وأجحف بحقها القانوني، لكن ما تلى تلك المرحلة نقل حماس من حركة مظلومة إلى حركة ظالمة، فلم يكن هناك أي مبرر لكل تلك القسوة للسيطرة على قطاع غزة”.

ودعا دحلان، فصائل العمل الوطني، للتكاتف والعمل يداً بيدٍ، من أجل تجاوز ذلك الماضي الرهيب، مردفاً بالقول ”ذلك لأن الآتي أعظم وأشد علينا جميعا، علينا الاستعداد للتعامل مع الآتي، ومع آلام و احتياجات الناس الآدمية والبسيطة، وسنجد متسعاً من الوقت لتضميد الجراح العميقة و الدامية للماضي القريب”.

وبالنسبة لمستقبل قطاع غزة، قال ”القطاع قنبلة نووية موقوتة على وشك الانفجار في وجه الجميع، وكلنا مسؤولين بدرجات متفاوتة عن أوضاع أهلنا في القطاع، وليس لأحد أن ينتظر صبراً أبدياً ممن يعانون كل ذلك الألم والجوع والحرمان والبطالة وانعدام مقومات العيش والخدمات، وإن لم يتغير الحال سريعاً وسريعاً جداً، فإن الآتي سيكون قاسياً ومؤلماً للجميع، وخاصة من بيده المال الفلسطيني في الضفة الغربية، ومن بيده سلطات التحكم في غزة، وكل ذلك لا ينبغي له أن يعفي الاحتلال وحروبه المستمرة من مسؤوليات القادم الأعظم”.

وواصل ”أنا ابن القطاع وأعرف أهلي فيه جيداً، وأستطيع القول أن فتيل الانفجار الاقتصادي والاجتماعي مشتعل منذ حين، ويجب أن لا نسمح ببلوغه براميل البارود، ولابد من انتهاء أو تخفيف هذا الطوق الرباعي من حول غزة وفيها، وإني لأشعر ببارقة أمل حقيقة مصدرها مصر، لكن تلك البارقة وحدها لا تكفي أبدا”.

وأوضح أن غزة تحتاج إلى متنفس للحياة واستراحة مقاتل من أجل التقاط أنفاسها، بقوله ”طز في السياسة، غزة تريد متنفساً للحياة، غزة تحتاج أوكسجين يسعفها في غرفة العناية الفائقة، غزة تريد الطعام والماء، غزة تحتاج الدواء والعلاج، غزة تحتاج ألا يبكي فيها الرجال لعجزهم عن تأمين لقمة العيش، غزة تريد الإحساس بأطرافها تتحرك وسط هذا الشلل المدمر، غزة تريد أن تعرف ما وراء هذا البحر، وما وراء إيرز ورفح، غزة تريد ألا يغرق أولادها في البحر المتوسط، غزة تحتاج قبلة الحياة”.

وفيما يتعلق بما يريده القائد محمد دحلان، ختم حديثه بالقول ”لينقذوا القدس وغزة ومخيمات لبنان وسوريا ودحلان لا يريد أي شيء”.

أخبار ذات صلة