صرّح ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، بأن ما يُسمى بـ”مشروع إسْتِر” يمثل خطة صهيونية أمريكية تهدف إلى تقويض الدعم العالمي المتصاعد للحقوق الوطنية الفلسطينية، وتشويه الكفاح المشروع لشعبنا الفلسطيني ومناصريه حول العالم وفي الولايات المتحدة بالذات، وذلك تحت ذريعة خادعة تتستر وراء شعار “مكافحة معاداة السامية”. وأوضح دلياني أن هذه المبادرة، التي تُروج لها عناصر صهيونية متطرفة في واشنطن، تسعى لإضفاء الشرعية على نظام الفصل العنصري الإبادي الذي تمثله دولة الاحتلال، وفي الوقت ذاته تهاجم المبادئ الديمقراطية التي تدعي الولايات المتحدة أنها في جوهر مجتمعها.
وأشار دلياني إلى أن “مشروع إسْتِر” يُعد أداة خطيرة لقمع الأصوات الحرة وتجريم النشاط الاحتجاجي المشروع، في محاولة يائسة لعرقلة الحراك المدني العالمي الرافض لجرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني. وأضاف أن هذا المشروع لا يهدف فقط إلى حماية الاحتلال الإسرائيلي، بل يسعى أيضاً إلى تدمير الإطار العالمي لحقوق الإنسان، مما يترك تداعيات كارثية على المنظومة الحقوقية الدولية بأكملها.
وأكد دلياني أن استهداف منظمات مثل “طلاب من أجل العدالة في فلسطين” و”الصوت اليهودي من أجل السلام”، ووصمها زوراً بأنها “منظمات داعمة للإرهاب”، يعكس بوضوح استراتيجية تهدف إلى تكميم أفواه المجتمعات المدنية التي تدين الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في غزة. وقال دلياني: *”هذه الحملة ليست سوى محاولة يائسة لتفكيك التضامن الإنساني العالمي. اتهام المطالبين بالعدالة بالإرهاب في سياق الدفاع عن جرائم الإبادة الجماعية يكشف عن مدى الهلع الذي ينتاب الظالمين أمام قوة الكلمة الحرة”.*
وأضاف دلياني أن “مشروع إسْتِر” يمثل استمراراً لنهج صهيوني تاريخي يقوم على استغلال اتهامات معاداة السامية كدرع يحمي دولة الاحتلال من أي محاسبة على جرائمها ضد الإنسانية. وأشار إلى أن هذا المشروع سيؤدي إلى تعميق القمع السياسي والأكاديمي، عبر ممارسات تذكرنا بفترة المكارثية في الولايات المتحدة، حيث يتم استهداف كل من يتجرأ على انتقاد السياسات الإمبريالية والإبادية لدولة الاحتلال.
وفي هذا السياق، قال دلياني: *”نحن أمام معركة مصيرية من أجل الحرية وحماية روح الديمقراطية. مشروع إستير ليس فقط تهديداً لفلسطين، بل هو تهديد للمجتمعات الحرة حول العالم، حيث يصبح التعبير عن العدالة ومناهضة الظلم جريمة تُواجه بالاضطهاد والاستبداد”.*
وأشار دلياني إلى أن استعانة “مؤسسة هيريتاج” الأمريكية المحافظة بروايات دينية زائفة لتعزيز هذا المشروع يكشف عن أيديولوجيته المتطرفة التي تتسم بالتعصب والهيمنة. وحذر قائلاً: “ما نشهده هو بداية حملة قمع عالمية، تبدأ من فلسطين، لكنها لن تتوقف عندها. هذا المخطط يهدد الجميع، ويجب مواجهته بحزم”.
واختتم دلياني بالدعوة إلى توحيد الجهود الدولية لإفشال هذا المشروع وأمثاله. وقال: *”القضية الفلسطينية تمثل اختباراً حقيقياً للالتزام الإنساني بالعدالة. الوقوف مع فلسطين هو وقوف في وجه الطغيان والاستبداد، أينما كان”.*