النشأة
وُلد الشهيد عماد خليل بكير بمخيم رفح للاجئين عام 1963م، لعائلة فلسطينية مهجرة من قرية عاقر عام 1948م إثر النكبة، أنهى دراسته الأساسية والإعدادية في مدارس وكالة الغوث والثانوية في مدرسة بئر السبع الثانوية للبنين.
الدراسة وبداية النضال
انضم الشهيد مبكراً لصفوف حركة فتح خلال دراسته وعمل في لجان الشبيبة، كما أنه التحق بمقاعد الدراسة في الجامعة الإسلامية عام 1981م، كلية التجارة قسم إدارة الأعمال، وكان من النشطاء في حركة الشبيبة الفتحاوية الطلابية، حيث كان له عدة لقاءات ونشاط طلابي وتنظيمي وقام برحلات إلى العديد من الجامعات الفلسطينية.
تم ترشيحه في انتخابات الجامعة الإسلامية عام 1985م ليرأس كتلة الشبيبة الطلابية في مجلس الجامعة، وكان دائم الاستدعاء لمقر الحاكم العسكري الإسرائيلي في رفح وغزة، حيث اعتُقِلَ عدةَ مراتٍ في المناسبات الوطنية.
اعتُقِلَ عماد بكير لمدة ستة أشهرٍ إدارياً، بقرارٍ من قائدِ المنطقةِ العسكرية الوسطى للجيش الإسرائيلي مع زملائهِ من قادة الشبيبة في قطاع غزة، منهم الصحفي زكريا التلمس وباسم الشاعر ومحمود أبو مذكور وآخرين وتم إرسالهم إلى معتقل عسقلان.
تخرج عماد بكير من الجامعة الإسلامية كلية التجارة، قسم إدارة الأعمال عام 1987م، قبل بدأ الانتفاضة المباركة بقليل، ومع بدء الانتفاضة المباركة الأولى نهاية عام 1987م، خاض عماد بكير فعالياتها منذ البدء وتسلم مسؤولية الجناح العسكري لحركة فتح في منطقة رفح، حيث كان مثالاً للتضحية والعطاء والنضال، وجسد نموذج القائد الواعي المثقف الشجاع.
بعد اشتداد المطاردة عليه من قبل السلطات الإسرائيلية وأجهزة مخابراتها، حيث أصبح مطارداً لهم، غادر القطاع متوجهاً إلى مصر بطريقة التسلل عبر الحدود الفلسطينية المصرية، ومنها إلى ليبيا، حيث خاض العديد من الدورات والتدريبات العسكرية هناك.
استشهاده
غادر الشهيد بكير ليبيا إلى الجزائر مع رفيق دربه المناضل الشهيد زياد نعيم مصران، حيث قرَّر الرفيقان العودة إلى أرض الوطن من الجزائر، ليواصلوا نضالهم وينفذوا عملية عسكرية داخل الأرض المحتلة، حيث استعملوا زورق مطاطي من نوع زودياك لنقلهم إلى الشاطئ الفلسطيني عبر البحر الأبيض المتوسط، إلّا أن الموت كان أسرع في اختطافهما وسط البحر فاستُشهد الاثنان، حيث قامت البحرية الإسرائيلية بانتشال جثمانيهما في السادس عشر من ديسمبر 1991م.
أبقى الكيانُ الصهيونيُّ على جثماني الشهيدين محتجزين في معهد أبو كبير للتشريح لمدةِ عشرةِ أيام، وبعد التعرف عليهما قام بإبلاغ عائلاتهم، حيث تم دفنهم في منتصف الليل في مدينة رفح بحضور عشرةِ أفرادٍ من أسرهم.