شاهد محمد دحلان: ما جرى في 7 أكتوبر هو نتيجة وليس حدث عابر أو لقيط.. الشعب الفلسطيني لن يموت وسيجد طريقه نحو الاستقلال، أكد القيادي الفلسطيني محمد دحلان، قائد تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، تعرضه لمحاولة اغتيال داخل معبر إيرز وبشكل مباشر ولم تكن سراً، وإن ما جرى في 7 أكتوبر هو نتيجة وليس حدث عابر وليس لقيط.
وذكر دحلان في حوار خاص لبرنامج “توتر عالي” على قناة “المشهد” أن توقيت اغتيال العاروري ليس مرهوناً بحدث معين بقدر ما هو مرهون في الصورة الشاملة للحرب القائمة على الشعب الفلسطيني منذ 7 أكتوبر وحتى هذه اللحظة.
وقال دحلان: “أن إسرائيل في حالة حرب لم تشهدها في السابق، صدمت بالكثير من معتقداتها السابقة حطمت على أرض الواقع وبالتالي وضعت في زاوية لم تكن تفكر فيها، ونظرة المجتمع الدولي والعالم اختلفت باتجاه إسرائيل، كما أن إسرائيل تصارع الزمن من أجل استرداد قيمتها وهيبتها ووجودها وقدرتها على العمل”.
وأوضح دحلان، إلى أن إعطاء فرصة لـ إسرائيل في أن تضرب بقلب الضاحية الجنوبية هو لاستعادة ما هدر من كرامة إسرائيل خلال الـ3 شهور السابقة، كما أن إسرائيل تلاحق الشهيد صالح العاروري وسربت في أكثر من مجال بأنها وضعت العاروري في مرمى الاغتيال، ومن يعيش لحظات أنه مطلوب لإسرائيل يجب عليه أن لا يكرر الأخطاء التي تعلمناها في السابق من عمليات اغتيال طويلة طالت كل القيادات الفلسطينية السابقة، واغتيال العاروري ربما يحقق بعض من الرضا الداخلي لدى قيادات إسرائيل المحبطة لكنه لن يوقف المسيرة ولن يغير الاتجاهات، ومن المفترض نظريا أن تكون الضاحية الجنوبية أكتر مكان محصن وأكتر مكان آمن لشخصية مطلوبة.
وأكد دحلان أن كل التنظيمات المغلقة والمطاردة هي الأكثر تعرضا للاختراق لأجهزة الأمن الدولية، وهناك أسباب سياسية تحكم إسرائيل في تنفيذ عمليات الاغتيال لأي شخصية سياسية مطلوبة لديها.
ويرى دحلان، أن هناك فرق في التوقيت والزمن لعملية اغتيالي من إسرائيل، بالرغم من تركه السلطة منذ 12 عاماً الذي لم يعد موظفاً فيها ولا في أي سلطة أخرى.
وأكد دحلان، أنه لم يترك النضال ولم يترك واجبه اتجاه شعبه ولم يترك دوره بين من يعرفهم داخل السجون الإسرائيلية أو في مخيمات اللجوء في الضفة وغزة.
واعتبر دحلان، أن عملية القتل خلال الحروب تحكم عليك أحيانا الخروج علناً أو سراً، وحين يرتفع مستوى التهديد باغتيالي كنت اختفي انا والكثير من زملائي، وهناك مئات من المطلوبين لإسرائيل مازالوا أحياء حتى الان ومستمرون في أدائهم بسبب أنهم قرروا العيش كمطلوبين لإسرائيل، والجانب الإسرائيلي يحضر المجتمع الإسرائيلي لأي عملية اغتيال علناً وليس سراً.
وأوضح دحلان على أن كل قيادة حماس موجودة على قوائم الاغتيال حسب ما أعلنه وزير الدفاع الإسرائيلي، ومن يقع تحت يد إسرائيل من قادة حماس ستغتاله، ولن تترك أي فرصة لإحراز تقدم أو انتصار معنوي باغتيال أي شخصية سياسية من حركة الجهاد الإسلامي وحماس.
واكد القيادي محمد دحلان، أن الانقلاب الداخلي في غزة هو أكبر خطأ ارتكبته حركة حماس في تاريخها، كما أننا أحرزنا تقدم في المصالحة مع حركة حماس من أجل مصلحة الشعب الفلسطيني، وقدمنا مساعدات لشعبنا الفلسطيني أثناء وجود حكم حماس منذ 5 سنوات وحتى هذه اللحظة.
وأشار دحلان إلى أن إسرائيل كانت تفخخ قطاع غزة من خلال إجراءاتها التعسفية والقمعية التي مارستها عبر 17 عاماً من حصار وقمع وقتل لحياة الانسان، و7 أكتوبر وضع إسرائيل على مفترق طرق كشعب إسرائيلي، إما أن يخلق أملاً بمستقبل لتعايش بين الشعبين أو أن يكون بوابة جهنم وبوابة من العنف والقتل والدمار والثأر المتبادل، ونأمل أن يكون 7 أكتوبر درساً للحكومة والشعب الإسرائيلي بأن الاحتلال عمره قصير ولا يمكن أن يجلب الاحتلال أمنًا للشعب الإسرائيلي بالمطلق.
وبدوره اعتبر دحلان أن الوعي الفلسطيني انكوى وتحول إلى نضال والآن انكوى الوعي الإسرائيلي أنه لا يستطيع أن يقهر شعب يبحث عن الاستقلال والحرية، ولازلنا حتى اللحظة نقول نريد أن نعيش جنباً إلى جنب مع الشعب الإسرائيلي، وما فعلته حماس في 7 أكتوبر هو عمل عسكري مهني فاجئ إسرائيل وشل الوعي والقدرات العسكرية، وجميع الانطباعات التي صنعتها إسرائيل عبر سنوات طويلة انهار في 20 دقيقة.
وقال دحلان: “جميع المؤسسات العسكرية الإسرائيلية التي كانت تفتخر بها الولايات المتحدة الامريكية كانت عاجزة لمدة 6 ساعات ومن ثم ليومين من أجل أن تستعيد السيطرة على مدن الغلاف والبالغ عددها 22 قرية ومدينة، و 11 موقعا عسكري تم السيطرة عليهم”.
وأكد دحلان: اذا أرادات إسرائيل أن تأخذ العبرة من تاريخ 7 أكتوبر يجب عليها أن تتجه نحو السلام وليس الانتقام، واذا اعتقدت أن الشعب الفلسطيني بعد هذه الحرب سيستكين ويستسلم سيكونوا مخطئين، وسينشأ جيل أقسى من الجيل الحالي في الشعب الفلسطيني وستكون في مأزق، ولدى شعبنا الفلسطيني القدرة في التعايش مع المآسي أما إسرائيل فليس لديها القدرة، وحجم النكبة والقهر كبير في الضفة وغزة، وافكر شخصيا ليلاً ونهار في كيفية توفير الماء والخبز والخيمة تأوي أبنائنا وبناتنا في قطاع غزة.
وأشار إلى أنه اذا أردنا محاسبة الذين تسببوا في هذا الدمار لغزة سنبدأ من المقاطعة في رام الله وهذا ليس وقت للحساب، وعلينا النزول لاحتياجات الشعب في قطاع غزة وأن لا نبيع شعارات دون أن نقدم شيء يعزز صمود الشعب حتى لا يخرج من أرضه.
وأكد دحلان، على أنه لا يبحث عن سلطة ولم يكن يبحث عن سلطة، ولا يرى نفسه مسؤولا عن أي موقع في السلطة الفلسطينية اليوم وغداً ولن يتخلى عن مسؤولياته اتجاه شعبه، وزمن الرموز قد انتهى في عهد ياسر عرفات وزمن الرؤساء الفرديين قد انتهى في عهد أبو مازن وزمن القيادة الجماعية يجب أن يبنى بعد هذه الكارثة.
واعتبر دحلان، أن هذه الحرب لن يكون فيها منتصر، والنصر ليس بعدد الشهداء والجرحى النصر هو كيف تستطيع أن تنجز لشعبك متطلباته اليومية وأحلامه السياسية.
وقال القيادي محمد دحلان، أن نتنياهو والكثير من القادة العسكريين الاسرائيليين لن يكون لهم مستقبلاً بعد الحرب على غزة، وحين يتعلق الأمر بالاحتلال الاسرائيلي شعبنا الفسطيني هو من يقاتل.
وأوضح على أن الدول العربية تدعم الشعب الفلسطيني ماليا وسياسيا فقط، ولا ألوم حزب الله التي تعمل لصالح ايران فقط ولا تريد أن تحرر القدس ولا الشعب الفلسطيني.
وأكد دحلان، أن الشعب الفلسطيني لن يموت وسيجد طريقه نحو الاستقلال بدعم من الدول العربية والمجتمع الدولي، وهذه الحرب أحدثت هزة في الوعي الدولي اتجاه الشعب والقضية الفلسطينية، وان شعبنا قابل للتعايش مع السلام او المواجهة التي تفرض عليه، وإسرائيل ستجد جيلاً فلسطينياً جديداً أكثر تعليما وأكثر قسوة وأكثر قدرة على التضحية.
وأشار إلى أنه في المستقبل القريب شعبنا الفلسطيني هو من يقرر القيادة القادمة من خلال الانتخابات التي رفضتها أمريكا وإسرائيل والمجتمع المدني في السابق، والحرب دفنت جميع الشعارات الديمقراطية وحقوق الانسان والحيوان وجميع أكاذيب الغرب وامريكا دفنت تحت ركام قطاع غزة.
وقال دحلان، أن المجتمع الدولي يؤكد أن 70 % من القتلى هم أطفال ونساء و90 % من الشهداء هم مواطنين أبرياء وإسرائيل تعلم بذلك وتمسحهم من الوجود.
ووجه القيادي محمد دحلان، الشكر للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لرفضه الهجرة الجماعية لأبناء قطاع غزة داخل سيناء.
وفي رسالته لإسرائيل قال: “اذا أردتم المستقبل عليكم أن تنسوا أكاذيب نتنياهو وبن غفير، لن يجبلوا لكم سوا الدمار والخراب والحروب ولن تنجحوا في أي حرب قادمة على الشعب الفلسطيني ولن تجدوا لأنفسكم أمناً”
وختم حديثه محمد دحلان قائد تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، بافتخاره بأنه فلسطيني وأن هناك أطفال أقوى منه وأكثر جرأة، كما تملأه السعادة حين يقول أنه فلسطيني ومن قطاع غزة.