كتب نضال ابو شمالة: نظم تيار الاصلاحي الديمقراطي في حركة فتح بساحة غزة مؤتمره التنظيمي الانتخابي يوم الخامس عشر وحتى الثامن عشر من كانون الأول الحالي، وحظي المؤتمر بإعجاب واحترام الخصوم قبل الاصدقاء لما شهده من وقائع قل نظيرها في الانتخابات الحزبية في العالم العربي بل تفوق مؤتمر فتح الانتخابي على المؤتمرات الانتخابية الحزبية في أوروبا والولايات المتحدة الامريكية من حيث التنظيم والترتيب والشكل والجوهر والشفافية والنزاهة العلنية التي وصلت الى حد الافراط في هذا السياق ونقلتها على الهواء مباشرة محطات التلفزة وتابع ادق تفاصيلها الصحفيون لحظة بلحظة .
يوميات المؤتمر وإحداثياته تُبرهن بما لا يدع مجالا للشك ان قيادة التيار جادة في إعمال مبدأ العدالة وإخراج الديمقراطية من واقعها النظري وترجمتها عمليا بغض النظر عن مخرجاتها على صعيد العمل التنظيمي، وهذا الموقف يُحسب لقيادة التيار ويبرهن على أنها قيادة صادقة فيما تطرحه من مواقف على الصعيد الوطني والفصائلي ذات العلاقة بلملمة البيت الوطني الفلسطيني الوطني لوجهة تعزيز الشراكة السياسية وإعادة صياغة النظام السياسي الفلسطيني على أسس من الديمقراطية والشفافية والنزاهة وتفعيل الانتخابات العامة وتمكن الشعب الفلسطيني من اختيار ممثليه وقيادته بعيدا عن لغة التهديد والوعيد ومحاولات الإقصاء و على قواعد أن الاختلاف بالرأي لا يفسد للود قضية وأن الديمقراطية لا تتجزأ.
دحلان كان لديه الإصرار المطلق على الا يمر شهر كانون الاول الحالي دون عقد المؤتمر التنظيمي وان تستقبل غزة عامها الجديد بقيادة منتخبة شبابية تكون فيها المرأة الفلسطينية حاضرة وبقوة اذ وصلت كوتة المرأة في المؤتمر نسبة ال30% وهذا يؤكد مصداقية نهج دحلان الذي يقول ان المرأة الفلسطينية اخت رجال وان شبابنا شركاؤنا.
إن هذه الترجمة العملية لفكر قيادة التيار ومنهاجه يبرهن على مصداقية محمد دحلان في نداءاته للرئيس محمود عباس بضرورة العمل على توحيد حركة فتح على الصعيد الفتحاوي وضرورة الالتقاء مع حركة حماس والكل الفصائلي من أجل الخروج بموقف وطني موحد يستطيع الوقوف امام العدو المركزي الممثل بالاحتلال الذي يعمل ليل نهار على تهويد القدس وتعزيز استيطانه في الضفة الغربية وملاحقة وتنغيص حياة اسرانا البواسل.
إن نجاح المؤتمر الانتخابي بكل معاني الديمقراطية والشفافية لهي دلالات جازمة على ان دحلان كان ولا يزال صادقا في نهجه الوطني، فدحلان قبل عشرة سنوات قال يا معشر الفلسطينيين تعالوا الى كلمة سواء وأسس الرجل مؤسسة تكافل التي تضم فصائل العمل الوطني والاسلامي وتبنى الرجل ملف الدم والمصالحة المجتمعية وجبر الضرر ونادى بإنهاء الانقسام الوطني وصب مساعداته لخدمة قطاعات الصحة والتعليم وقطاعات الشباب ودعم المشاريع الصغيرة.
يتوجب على الكل الفلسطيني التقاط رسالة المؤتمر الانتخابي الذي نظمه تيار الاصلاحي الديمقراطي وأن يسعى الجميع الى إعمال مبدأ الديمقراطية كخيار أوحد ووحيد على طريق تعزيز الجبهة الداخلية وبناء الدولة وتحقيق الحلم الفلسطيني.