كتب: عدلي صادق:
ببصائرهم المصابة بالعمى، لم ير الواهمون من عشاق إسرائيل، أن الصحافة المرئية والمطبوعة والمسموعة، في طول العالم وعُرضه؛ تفجعت على مصرع شهيدة العمل الإعلامي شيرين أبو عاقلة. وبسبب هذا العمى وتلك الوضاعة التي احتلت نفوسهم، لم يجرؤ البعض المتسول منهم، في لندن عاصمة الضباب، على مجرد نشر خبر عن الجريمة، فسجل العرر على انفسهم رسوباً بليغاً حتى في امتحان الجدارة في ممارسة الخيانة،, ذلك لأن بعض الصحافة الإسرائيلية نفسها لم يتأخر عن نشر افتتاحيات تندد بالجريمة وتنسبها الى المجرمين الذين اقترفوها من جيش الاحتلال.
هذه الحثالات المتلطية بالإعلام وبمهنة الكلمة والصورة والخبر تظن أنها بتجاهل الحدث الفلسطيني تنال رضا مموليها، وقد ارتضت أن تجعل من الساسة الجهلة من دول الممولين، نبراساً لها، علماً بأن أي أهطل قميء من ساسة الدول المطبعة، لم يكن في حياته قرأ كتاباً أو كراساً عن تاريخ بلاده، فما بالنا بتاريخ المنطقة والعالم.
المفارقة هنا، أن فلسطين وشهدائها وشعبها، ليسوا في حاجة الى مساندة معنوية من هذه الكائنات. ففلسطين وشعبها وقضيتها العادلة، ساكنون في ضمائر الشرفاء في العالم، بل إنهم، وبسبب القوة الأدبية لقضيتهم، يربحون في كل يوم أصدقاءً حتى من مجتمع إسرائيل نفسها.
بناء عليه، فإن هذه الحثالات، لديها الجدارة في شيء واحد فقط، وهو قدرتها على تلويث سمعة من يحبونها وتحبهم، لأنها شبيهة بنافخ الكير، في مأثور الكلام العربي القديم.