القاهرة: قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح الدكتور ” عبد الحكيم عوض” إن المخطط الاستيطاني التي تسعى له حكومة الاحتلال هو لإنتاج ما يسمى بـ”القدس الكبرى” التي تمتد جغرافياً من القدس المحتلة حتى مدينة أريحا ، وأما بخصوص المخطط الإسرائيلي الذي أعلن عنه رئيس حكومة الاحتلال لبناء خمسة الالاف وحدة استيطانية جديد فهو ليس بالأمر المستغرب نظراً لعقلية المؤامرة الصهيونية الاستعمارية التي يحتكم لها ساسة الاحتلال.
وأضاف د.عوض،بأن المخطط الاسرائيلي هو مشروع استيطاني ، يقوم على النظرية الاستعمارية الصهيونية التي بدأت منذ نشأة الاحتلال عام 48، وهدفه الأساسي الاستيلاء والقضم لأي حق فلسطيني سوآءا كان من خلال المراوغة في المفاوضات أو أي طريقة أخرى تمكن الاحتلال من الاستيلاء كاملاً على الأرض الفلسطينية ، من أجل قطع كافة الطرق قطع أمام الجهود الفلسطينية للتطلع نحو اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية”.
وأكد عضو المجلس الثوري لحركة فتح بأن طرح المخطط الاستعماري بهذا التوقيت تحديداً ، لم يأت من عبث أو من فراغ ، بل يأتي في سياق الحشد والمناصرة والتأييد من الشارع الاسرائيلي التي يتطلع لها الليكود المتطرف بزعامة نتنياهو للفوز في الانتخابات القادمة ، ومن أجل البدء الفعلي والفوري في تنفيذ ” صفقة ترامب”.
وأكد عوض أن ترامب وادارته الأمريكية متآمرة على القضية الفلسطينية إلى حد كبير جداً ، من خلال تبنيها لمخططات إسرائيلية استعمارية قديمة عمرها أكثر من 40عاماً ، وطرحها تحت ما بات يعرف اليوم في “صفقة القرن”.
وأضاف قائلاً : إن ترامب ومن خلال سياسته التعسفية اتجاه القضية الفلسطينية ينم عن جهله الكبير في كثير من تفاصيل الصراع العربي الإسرائيلي، ودليل حديثنا أنه أخطأ في لفظ و نطق اسم المسجد الأقصى وقال عنه المسجد “الأبكى”.!؟
وأشارإلى أن نتنياهو لن يلتزم بأي اتفاق، وقال إنه ماض في تنفيذ “صفقة القرن” من طرف واحد أحادي الجانب ، سواء قبل الفلسطينيين بذلك أو حتى رفضوا، والذي يعني الاستمرار في اذعانه التعسفي في إرساء مخطط الصفقة عملياً على أرض الواقع.
وتساءل عوض في معرض حديثه ، ماذا تبقى لنا من كرامة كشعب فلسطيني محتل؟ ، بعد الاستيلاء الصارخ والفاضح من الاحتلال على كل تلك الأراضي في ظل حكومة يمنية شديدة التطرف، ولماذا تبقى المؤسسة الرسمية الفلسطينية محافظة على” شعرة معاوية “مع الادارة الأمريكية.؟، ولماذا لا تستخدم السلطة والفصائل الفلسطينية مجتمعة كل أدوات القوة المشروعة لمواجهة ” صفقة ترامب” بدلاً من التعويل الخاسر والرهان الفاشل والاستجداء العقيم من خلال التمسك في وهم اسمه ” اجتماعات ولقاءات” مع الإسرائيليين أو الأمريكان على حد سواء ، واستبدال ذلك في توحيد الصف الفلسطيني وانهاء الانقسام وعقد اللقاءات والاجتماعات الوطنية من أجل تعزيز ودعم مواقف الصمود والتحدي للمؤامرة الصهيو أمريكية.
وانتقد عوض غياب التنسيق الوطني الفلسطيني في مواجهة “صفقة القرن” ، مؤكدا ان شعبنا الفلسطيني مصاب بحالة من الخذلان الشديد ، بسبب رداءة الموقف السياسي الفلسطيني العام ، وعدم وصوله للحد المطلوب الذي يستدعي الوقوف بحزم وعزم وقوة من الكل الفلسطيني ضد المؤامرة الأمريكية التي تعمل على طمس القضية من جذورها ، واوضح بأن السبب الناتج عن الخذلان الشعبي هو نتيجة حتمية للمواقف المتشنجة والمتصلبة في عدم التوصل للوحدة وانهاء الانقسام ، ناهيك عن استمرار التنسيق الامني مع الاحتلال الذي يعد طعنة في ظهر تطلعات شعبنا في تحقيق الانجازات التي تعمل على مواجهة ” صفقة القرن” وابعادها التامرية.
وحول الموقف الأوروبي من ” صفقة ترامب” اكد عوضعلى الموقف الاوروبيالواضح الذ يقوم على فكرة على حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام67 وفق القرارات التي نصت عليها كافة المواثيق الشرعية الدولية، لأن الدول الأوروبية ووفق خطابها الرسمي ورؤيتها السياسية للصراع الفلسطيني الاسرائيلي فهي لا تريد ان يسجل عليها موقفا تاريخيا بأنها انحازات لدولة الاحتلال على حساب القضية الفلسطينية والشرعية الدولية ، والأمر الذي يحتم على الدبلوماسية الاستفادة من الموقف الأوروبي والبناء عليه وتفعيله على اوسع نطاق ، من اجل كسب الدعم والتأييد العالمي والدبلوماسي لمواجهة “صفقة القرن”.
وأما عن الاطماع التركية في العالم العربي أوضح عوض، أن هناك اصرارا واضحا من قبل اردوغان ونظامه القمعي في فرض السيطرة الاستعمارية على بعض الدول العربية واستغلال الأوضاع غير المستقرة بها الناجمة عن الحروب الداخلية ، وخير مثال على ذلك ما يحدث في سوريا وليبيا وارسال اردوغان للمتطوعين المرتزقة من اجل القتال واشعال نار الحرب والفتنة بشكل اكبر ومتسارع.
واختتم عوض حديثه قائلا : أذا انتهت حالة النزاع والصراع في سوريا لصالح اردوغان ونظامه ، سيكون نفس المصير ينتظر ليبيا ، في ظل الحديث الحالي عن دفع وتعزيز القوات التركية وحلفائها من المرتزقة لمحافظة ادلب السورية ، ولهذا اذا لم يجتمع العرب على قلب رجل واحد في مواجهة الغزو التركي ، فإن الخلافة العثمانية التي يسعى لها اردوغان على الابواب العربية.