القاهرة: نعى عضو المجلس الثوري لحركة فتح الدكتور عبد الحكيم عوض، شهداء الوطن في مخيم النصيرات، مقدماً خالص التعازي والمواساة لأهالي المخيم، على الفاجعة التي ألمت بهم، داعيا الى اوسع تحرك للتضامن والتكافل مع عائلات الضحايا ، مطالبًا بفتح تحقيق شفاف في الحادث وإعلان النتائج للرأي العام، وإعادة النظر في كل إجراءات السلامة في القطاع المحاصر.
وعلق عوض، على استضافة روسيا للفصائل الفلسطينية، بقوله إنها ليست المرة الأولى التى تستضيف فيها موسكو وفود الفصائل، بحكم العلاقات الجيدة التي تربط الشعبين وقيادته وخاصة القائد الخالد ياسر عرفات، والممتدة منذ انطلاق الثورة الفلسطينية.
وأكد أن ما تفعله روسيا هي “جهود محمودة” وتأتي إسنادًا لدور جمهورية مصر العربية التي لابديل عن دورها ، والتي حققت الكثير من الانجازات في هذا الملف، نافيًا أن تكون روسيا بديلاً لمصر في هذا الملف.
وقال عوض إن التدخل الروسي له عدة أهداف، حيث أرادت موسكو إرسال عدة رسائل لإسرائيل والولايات المتحدة أنها لاعبًا مهمًا في الصراع العربي الإسرائيلي، وأن على “تل أبيب” أن تحسب حساب لروسيا، باعتبار أنها قد تكون البديل للولايات المتحدة الأمريكية في الصراع العربي الإسرائيلي.
وأضاف، ربما أرادت روسيا إرسال رسالة للاحتلال أيضًا بأن “الباب ليس مفتوحًا على مصراعيه للتدخل في سوريا”، وذلك ردًا على الهجمات التي تشنها إسرائيل على سوريا مدعية أنها تقصف أهداف لحزب الله.
وتابع، أرادت روسيا أيضًا إرسال رسالة للولايات المتحدة بأنها لاعبًا قويًا في المنطقة، إضافة إلى أنها تريد التأكيد على أنها عادت بقوة للمشهد السياسي، وأنها لن تسمح بتمرير “صفقة ترامب” على حساب الحقوق الفلسطينية، بحكم التقارب الروسي الفلسطيني .
وشدد عوض، على أن “الفلسطينيين عليهم تقديم تنازلات لإتمام المصالحة، واستغلال هذه الفرصة”، خاصة في ظل الخطى الثابتة والقوية التي تسير بها روسيا لاستعادة مكانتها بأنها لاعب مهم في الصراع العربي الإسرائيلي”.
وأكد أن “التدخل الروسي” سيزعج أمريكا وإسرائيل، وهو ما سيدفع الولايات المتحدة لمحاولة محاصرة هذا الدور وتحجيمه، وهو ما يجعلنا مطالبين باستغلال هذا الخلاف لصالحنا باعتبار موسكو قوة تحاول مواجهة الدعم الأمركي لإسرائيل.
وأضاف أنه في حال انتقل الصراع و”صفقة ترامب” لمجلس الأمن، فإن روسيا ستكون أكبر الداعمين لفلسطين من خلال رفع الفيتو لمواجهة الصفقة.
وعن نتيجة انتخابات الكنيست، أكد عوض أن حصول نتنياهو على أكثرية الأصوات هو “مكسب نسبي” وأن النتيجة لم تتغير كثيراً عن الانتخابات الثانية، موضحًا أن نتنياهو لم ينتصر والاحتمال الأكبر أنه لن يستطيع تشكيل الحكومة، وحتى الآن “ينظر المجتمع الإسرائيلي لنتنياهو على أنه شخص فاسد، ولا يوجد أي حزب في إسرائيل سيرمي بكل ثقله في سلة شخص فاسد، وهو ما دفع حزب أزرق أبيض والقائمة المشتركة ومعارضيه للدعوة لسن قانون يحرم نتنياهو من تشكيل الحكومة”.
وقال عوض، إن الانجاز الحقيقي في انتخابات الكنيست هو حصول القائمة العربية المشتركة على 15 مقعداً، الأمر الذي ينظر إليه الساسة الإسرائيليون بالكثير من الحذر، مؤكداً أن القائمة المشتركة اليوم لاعبًا مهمًا وقادرة على فرض شروطها على الاحتلال، ما يجعل النواب العرب في الكنيست البالغ عددهم 15 عضواً سلاحًا جديد لمواجهة الاحتلال.
وعبر عضو المجلس الثوري عن استيائه من قرار وكالة الأونروا، بعدم إضافة المواليد الجدد على “كروت التموين”، واصفًا ذلك بأنه محاولة لتصفية الوكالة، تقف خلفه أياد خفية قد تكون داخل الوكالة، أو قد تكون الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، التي تمارس ضغوطًا وابتزازًا لإنهاء عمل الوكالة.
وتابع: المؤامرة على الأونروا متواصلة، والولايات المتحدة ترمي كل ثقلها لتصفيتها وإغلاق ملف عودة اللاجئين، مضيفًا: “إزاء ذلك لم نفعل نحن الفلسطينيون سوى الكلام”.