آخر الاخبار

غضب عارم إثر الإساءة لرمزية الشهيد ياسر عرفات.. وهذه أبرز ردود فعل قيادات تيار الإصلاح الديمقراطي

غزة- خاص: أثار معرض للرسوم الكاريكاتيرية، احتضنته مؤسسة الشهيد ياسر عرفات بمدينة رام الله، حالة غضب عارمة بين الفلسطينيين، إثر عرضه رسوماً كاريكاتيرية مُسيئة لرمز الثورة والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، بردود الفعل الغاضبة والمنددة بهذا المعرض المشبوه، والخارج عن الإجماع الوطني الفلسطيني حول رمزية الشهيد أبو عمار، لاسيما وأن رسوماً تداولها نُشطاء، يظهر فيها رئيس وزراء السلطة محمد اشتيه في حالة ابتهاج بالصور التي تم عرضها.

واستنكر غسان جاد الله القيادي في تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، المشاهد والصور المسيئة للقائد الرمز.

وقال جاد الله “إن تحويل صورة القائد ياسر عرفات إلى مشاهد كاريكاتيرية ساخرة يأتي في سياق محاولة البعض تشويه كل مقدرات شعبنا وتسخيف كل رموزنا الوطنية، وأن يتم الأمر برعايةٍ رسميةٍ فلسطينية، فهذا يعتبر إساءة مقصودة وعارٌ يلحق بأصحابه وجريمة تستحق معاقبة مرتكبيها”.

وأكد على المكانة الكبيرة للرئيس الراحل ياسر عرفات، وعلى رمزيته التي لن تتكرر بالنسبة للفلسطينيين.

وأضاف جاد الله في منشور عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك “ياسر عرفات قيمة فلسطينية كبيرة ورمزية لن تتكرر، وتوظيف صورته يجب أن ينطلق في كل الفنون من هذه القاعدة”.

القيادي في تيار الإصلاح الديمقراطي توفيق أبو خوصة، وصف الشهيد عرفات بأنه رمز للشعب الفلسطيني، وبأنه أهم الشخصيات الوطنية، والتي لا يجب تسخيفها ونشر صورها بطريقة بشعة.

وتابع “إن تحويل صورة الشهيد ياسر عرفات لرسومات كاريكاتيرية أمرٌ سخيف، وكان بالإمكان تخليد ذكراه بأكثر من طريقة فنية، دون الإساءة لصورته وتشويهها بهذا الشكل المؤسف”.

وأشار أبو خوصة إلى أن رئيس وزراء أبو مازن جزء من خارطة ومخطط الإساءة للزعيم الراحل أبو عمار، خصوصاً وأنه كان أحد المتواجدين في المعرض.

وقال “إن كنا مع الفن وحرية الإبداع، ولكن لكل مقامٍ مقال، ومقام الياسر أعز و أغلى وأعلى وأرفع من كل هذه الهرطقات السخيفة و أصحابها من المرتزقة، ولديكم من يستحق كل رسوم الكاريكاتير الهزلية و الهزيلة من هذه النوعية وهو الأولى بها، وياسر عرفات صورة وذكرى محفورة في صدر التاريخ وسفر البطولة و وجدان شعبه وكل الأحرار في العالم”.

أما أمين سر تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح بساحة غزة صلاح العويصي، فقد علّق على المعرض بقوله “إن الإساءة للقائد ياسر عرفات أمر سخيف وانحدار أخلاقي، وعرض الصور بهذه الطريقة هدفه السخرية والاستهتار في مؤسسة وطنية تحمل اسمه، وذلك يوضح حجم التراجع للقيادات وثقافتهم الوطنية”.

وأوضح العويصي أن استهداف الشرفاء والمناضلين في حركة فتح، وفّر متسعاً للخداع والمخادعين من أجل تطبيق مشاريعهم السخيفة، التي تسعى إلى نسف كل القيم والمبادئ ورمزية الثورة.

وأكد على المكانة الثورية للرئيس الراحل ياسر عرفات، وتاريخه النضالي، والخدمات التي قدمها لفرض اسم فلسطين، مُردفاً “كان اسمه كافياً حين تشتت الشعب، وكان بديلاً عن كل جوازات السفر”.

وتابع “لقد كانت كوفية عرفات بترتيبها الخاص قادرة على أن تحكي بكل لغات الأرض، كان إسمه مرادفاً للكرامة والعزة، ورسالة تبوح بأننا لم نرضَ الهوان، وأننا شعب مقاوم لا يستكين، كانت لصورته هيبة تختزل الأصالة والكبرياء و الشموخ”.

بدوره شدد د. أحمد حسني، أمين سر مفوضية الإعلام في حركة فتح بساحة غزة، على مكانة ياسر عرفات التي يجب تقديرها وتجنب الإساءة لها، فعرفات شخصية رمزية للشعب الفلسطيني.

وقال حسني “الإساءة لرمز شعبنا ياسر عرفات من خلال معرض صور كاريكاتير ساخرة برعاية السلطة، هو إسفاف جديد وانحدار قيمي وأخلاقي ووطني، وتعبير نفسي عن الشعور بالنقص والضآلة أمام هذا الهرم الشامخ الذي تنكروا لمسيرته وإرثه وتاريخه ونهجه النضالي”.

وضمن سلسلة الردود الشاجبة لما تم تداوله في المعرض، استهجن القيادي في التيار إبراهيم الطهراوي، الإساءة لرمز الشهيد الخالد فينا أبو عمار، رافضاً ما تم تداوله من صور بقوله “الأمر مستهجن وغير مقبول، حتى ولو كان الراعي لهذه الإساءة شخص بوزن عضو لجنة مركزية أو حتى رئيساً للحكومة”.

وأضاف “حاولت أن أجد تبريراً لما حدث، أو على الأقل ربط الصور التعبيرية بشخص القائد والدلالات من التعابير، والرسوم الساخرة،  فلم أجد سوى إساءة متعمدة، مقصودة”.

وتساءل الطهراوي عن سبب رسم الشهيد عرفات بهذه الطريقة بقوله “الكاركاتير هو فن ساخر من فنون الرسم، تجد فيه مبالغة في تحريف ملامح الشخصية، بهدف السخرية، أو النقد سياسياً، اجتماعياً، فنياً… فإذا كان المقصود نقد أمر ما فما هو؟”.

وطالب المؤسسة والقائمين على المعرض بتوضيح سبب رسم صورة الرمز ياسر عرفات بهذه الطريقة السخيفة.

عذرٌ أقبحُ من ذنبٍ، حين أعلنت مؤسسة ياسر عرفات عن إزالة كافة الرسومات التي تم عرضها على جدران المعرض الذي حمل عنوان “فلسطين وياسر عرفات”، بسبب أنها “لم تلقَ تفهماً من الرأي العام الفلسطيني”، دونما تقديم أدنى اعتذار للشعب جراء المساس بأعظم رمزٍ وطنيٍ جسّد مسيرة الكفاح الفلسطيني، وأفنى سنوات عمره في سبيل الحرية والكرامة الوطنية.

أخبار ذات صلة