آخر الاخبار

في ذكرى الانطلاقة الـ53: دحلان يدعو لتوحيد الصف الداخلي لمواجهة التحديات

أبو ظبي: دعا محمد دحلان، قائد تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، إلى الوحدة الوطنية ورص الصفوف وتوحيدها وتجاوز كل الخلافات والجراح، لمنح الغطاء اللازم للقيادة الحالية.

وقال دحلان في تصريحٍ صحفي له بمناسبة ذكرى انطلاقة حركة فتح الثالثة والخمسين “عام آخر انقضى دون أن نبلغ أهدافنا الوطنية في الحرية والاستقلال، لكن ذلك لم ولن يحبط هممنا على مواصلة النضال الوطني، بل يزيده وقودا وعزما لتحمل الأجيال الجديدة رايات الكفاح في عملية الصمود والاستمرارية”.

وأضاف “الواجب الوطني يفرض علينا تجاوز السلبيات والخطايا وتركيز انتباهنا وتعزيز جبهتنا الداخلية في مواجهة الخطر القائم والقادم هو الأقسى”، داعياً الجميع إلى منح هذه القيادة شبكة الأمان اللازمة إلى حين انعقاد اجتماعات مؤسساتنا وأطرنا لاتخاذ ما يلزم من قرارات مصيرية منتظرة.

وتابع “جيل انطلاقة فتح بقيادة زعيمنا الراحل أبو عمار ورفاقه، مرورا بجيل صمود بيروت الأسطوري عام 1982 وجيل الانتفاضة الأولى والثانية، وصولا إلى جيل انتفاضة القدس يحلم المحتل الغاصب ويتوهم بقدرته على إطفاء شعلة كفاحنا الوطني، ونحلم نحن ونعمل من أجل رفع أعلام فلسطين فوق كنائس القدس ومساجدها، وهي معركة متواصلة بين الحق والباطل، بين الماضي والمستقبل، وإنا لمنتصرون”.

وأكد على أن ذكرى انطلاقة فتح ليست مناسبة للاحتفال، بل لتجديد العهد والمسيرة، ولأجل ذلك اعتدنا على إيقاد شعلة الانطلاقة إيذانا ببدء عام جديد من النضال والتضحية والعطاء، ولن تنطفئ شعلتنا، شعلة فتح ما دام هناك شبل فلسطيني، أو زهرة فلسطينية ترفع علم فلسطين وتتقدم الصفوف والعدو المحتل يعلم ويدرك ما يرعبه ويزلزله برؤية الفتاة الفلسطينية المقدامة عهد التميمي وهي تتقدم الصفوف رافعة علم فلسطين خفاقاً عالياً.

وعن الوضع الفلسطيني الداخلي قال دحلان “بقدر ما يحق لنا أن نفخر ببطولات شعبنا، بشهدائنا وأسرانا الأبطال، نحزن ونتألم أكثر لواقع حالنا الداخلي، و بقدر ما نفخر بتضامن العالم أجمع موحدا معنا، نحزن ويؤلمنا انقسامنا و فرقتنا الداخلية، وبقدر ما نشكر العالم على دعمه المادي والمعنوي لنا، نكابد مرارة أن يعاقب بعضنا البعض بقسوة غير مسبوقة، فلم يعاقب أحد شعبه كما تعاقب القيادة الرسمية أهلنا في قطاع غزة، بل لم يعاقب أحد شعبنا كما تعاقبه قيادته المفترضة، و ما لم ينتهي الانقسام و فورا، وما لم نسترد وحدتنا الوطنية ونعيد تجديد و بناء مؤسساتنا الوطنية، فإن كل الانتصارات السياسية ستتبخر وتتلاشى، وفي غياب العدل والعدالة، وغياب توفير الحد الأدنى لحياة آدمية لأهلنا، وفي ظل إنفاق مليارات الدولارات سنويا بالتزامن مع حرمان أهلنا من الماء والكهرباء والخبز والدواء لا نستطيع أن ندعي الوقوف إلى الجانب الصحيح من القيم والأخلاق والسلوك الوطني، و ذاكرة شعبنا سوف لن تنسى هذه الصفحة المخزية من تاريخنا الراهن”.

وأكمل “مع كل ذلك، و مع كل ما نشعر به من مرارة و ألم، فقد أعلنت وأعلن مجددا بأن لا شيء يعلو على المصلحة الوطنية العليا، ولا صوت يعلو فوق صوت شعبنا، و لأجل ذلك عملنا ونعمل على رص الصفوف وتوحيدها متجاوزين كل الجراح، لنمنح الغطاء اللازم للقيادة الحالية، لا لأنها تستحق ذلك، بل لأن الواجب الوطني يفرض علينا تجاوز السلبيات والخطايا وتركيز انتباهنا وتعزيز جبهتنا الداخلية في مواجهة الخطر القائم والقادم هو الأقسى، و نتعهد بمواصلة ذلك، بل و ندعو الجميع إلى منح هذه القيادة شبكة الأمان اللازمة إلى حين انعقاد اجتماعات مؤسساتنا وأطرنا الفلسطينية لاتخاذ ما يلزم من قرارات مصيرية منتظرة”.

وأوضح دحلان، أن الأيام القادمة حبلى بالأحداث في ظل سعي الغاصب الإسرائيلي لإعلان ضم القدس والضفة الغربية أو أجزاء كبيرة منها إلى ما يسمى بالسيادة الإسرائيلية، وعلينا أن نكون بمستوى التحديات القادمة سياسيا ووطنيا وميدانيا، ومن سيخلي بشعبه أو يتخلى عنه فإن عليه أن ينتظر ردود أفعال شعبنا وأحكامه التاريخية.

ونوه إلى أنه بسبب الظروف الصعبة لشعبنا والمواجهات الشرسة التي يخوضها مع الاحتلال وما يصاحبها من عطاء وتضحيات غالية، أن قيادة تيار الإصلاح الديمقراطي قررت الاكتفاء بفعاليات محدودة في ذكرى الانطلاقة، وخاصة المشاركة الفاعلة في إيقاد شعلة الانطلاقة تجديداً للعهد والتزاماً بقيم وروح فتح، إلى جانب عدد من الفعاليات الاجتماعية والنضالية الواجبة تجاه عائلات شهداء فلسطين وأسراها الأبطال.

كما دعا القائد دحلان، جميع الأخوة في مختلف ساحات تواجدهم إلى الالتزام بذلك احتراماً وتقديراً لظروف شعبنا.

وختم حديثه بالقول “لنعاهد الله والوطن، لنعاهد شعبنا بأننا على الدرب سائرون مهما كان الثمن، فلن نهدأ أو نرتاح قبل قيام دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس طال الزمان أو قصر، وإنها لثورة حتى النصر”.

أخبار ذات صلة