آخر الاخبار

كأن الأمريكيين يجهلون

كتب عدلي صادق: طفحت وسائل التواصل في فلسطين، بالتعليقات الزجرية التي يُفترض أنها تنبه الأمريكيين الى أن سلطة الرئيس محمود عباس غير ذات صلة، ولا جدوى من أن تشملها الاتصالات من أجل التهدئة!

كأن الأمريكيين يجهلون أن سلطة عباس ليست في العير ولا في النفير، وكأنهم ليسوا هم الذين أرادوا للكيان الفلسطيني أن يكون في ثنايا السلحفاء المعمرة. وكأنهم ليسوا هم الذين استمرأوا سلوك عباس لكي يمنع الانتخابات، ويعلق الوثيقة الدستورية، ويتجاوز عن القانون، ويتفرد، ويشطب حق الفلسطينيين في اختيار من يحكمونهم..

المسألة أيضاً أبعد من ذلك.. فهؤلاء الأمريكيون يعلمون أيضاً أن عباس وحماس، على المستوى الاجتماعي، مسهمان في الإحباط والقنوط وانسداد أفق العدالة فيما بيننا، من خلال السياسات الفاسدة التي سدت الدروب في وجه وحدة الفلسطينيين لمنع امتلاكهم عقلهم الكلي الذي يصل بهم الى الكيان الواحد الرصين، القادر على اجتراح خطط السياسة وخطط ومقدرات المقاومة!

عباس غير ذي صلة. صحيح، ولكن من ذا الذي على صلة، بخلاف النُخب الوطنية الفلسطينية في أراضي 48 في حدود سقفهم؟ الطرفان اللذان يحكمان في الضفة وغزة نفد رصيدهما من الاثنتين السياسة والمقاومة، وما نسمعه ليس إلا محض مكابرة. القادة الحقيقيون هم أولئك الفتية الذين نراهم على الشاشات عند الاشتباك، ومن ورائهم برلمان كبير من الأمهات!

عباس هو “المعلم كرشة” في ثلاثية نجيب محفوظ. هو صاحب المقهى وصانع العاهات وهو العنوان الذي لا يدل على مكان أو وجهة.

 

أخبار ذات صلة