ذات صلة

ماذا تنتظرون بعد؟!

كتب: توفيق أبو خوصة:

الصهيونية الدينية تفرض حضورها بإجراءات إدارية و تنظيمية وغطاءات سياسية و دبلوماسية تحميها ألة البطش العدواني الإحتلالية في القدس كل القدس و خصوصا، التهويل و التخويف والصراخ ولطم الخدود و قد الجيوب من خطر التقسيم الزماني و المكاني في المسجد الأقصى، واقع قائم بالمحسوس و الملموس، ويتم ترجمته يوميا على رؤوس الأشهاد، من “الإستهبال” إنكاره لأهداف ترتبط بالتهرب من مسؤولية مواجهة الواقع وكل يختبىء خلف ظل أصبعه.

المسألة لا تتعلق بذبح قربان هنا أو هناك فهي جزء من تفاصيل التفاصيل التي تجري على الأرض، الاحتلال الإسرائيلي يفرض الواقع الذي يسعى إليه في المسجد الأقصى بشكل تدريجي ونفس طويل عبر المراكمة،أحيانا بشكل فج و أخرى بطرق ناعمة على مرأى و مسمع من الجميع.

الجهات الفاعلة فلسطينيا و عربيا خيارها دفن رؤوسها في الرمال بينما المخطط التلمودي للسيطرة على أولى القبلتين و تحويلها إلى ما يسمى ” جبل الهيكل ” لم يتوقف للحظة، والكل يتهرب من مسؤولياته الدينية و الوطنية و القومية و الإنسانية إتجاه ما يجري.

إن “العويل و النواح” على أبواب الأمم المتحدة و الجري وراء سراب عملية سياسية ماتت منذ زمن و التمسك بإتفاقيات لا يعترف بها الاحتلال الإسرائيلي ضرب من العجز و الإفلاس ،،، الأمر بحاجة إلى وقفة تاريخية جادة و مسؤولة على قدر التحدي الخطير الذي يواجه القدس و أقصاها، كل المناورات و المساومات و المسكنات المهدئة والألاعيب الإسرائيلية لم تعد خافية على أحد.

وفقط للتبيين و البيان نسأل ماذا يعني تحديد أوقات بعينها لدخول المتطرفين الصهاينة إلى باحات الأقصى لأداء الصلوات التلمودية ،،، ويتم خلالها طرد و إخلاء المصلين المسلمين من مسجدهم أو حشرهم في المصليات المغلقة.

يا سادة هو التقسيم الزماني و المكاني، لا مبرر ولا عذر و لا ذريعة و لا حجة ممكن تقول غير ذلك، لذلك لا داعي للعنتريات و التصريحات المزلزلة أو الإختفاء و الإختباء في قمقم الصمت المخزي.

الحرب الشاملة تحتاج إلى مقاومة شاملة والصراع الوجودي لا تتم إدارته بالقطعة أو التجزئةويحتاج إلى إستنهاض و توظيف كل الطاقات و الإمكانيات في المواجهة المفتوحة بكل خياراتها، والشعب الفلسطيني يعيش هذه المواجهة يوميا و يدفع ضريبتها بالدم و المعاناة بلا وجل، غير أن القيادات الملتبسة في مواقفها و توجهاتها بين حساباتها الشخصية و الحزبية و الوطنية و إرتباطها بأجندات خارجية ما تزال في حالة من التيه المقصود أو المفروض تجعل الناس في حيرة من أمرها.

الحل معروف الحلال و الحرام الوطني و الديني ليست لغزا معقدا، وحدة وطنية جادة و برنامج نضالي جامع وقيادة مسؤولة قادرة على قلب الطاولة في وجه الجميع، فلسطين تستحق الأفضل … لن تسقط الراية.