آخر الاخبار

ما يسمى “اجتماع القيادة”

كتب عدلي صادق: إن كان صحيحاً ما تسرب عن سبب تأجيل ما يسمى “اجتماع القيادة” أي أن أن بعض الفصائل اعترضت على التسمية ولا ترى نفسها تقود شيئاً، وباتت ترفض مقاصد الدعوة الى اجتماع تحت هكذا عنوان؛ تكون الفصائل المعترضة قد أدركت أخيراً أنها تُستخدم في عملية التحايل على مبدأ التمثيل الفلسطيني، ولم يعد بمقدورها الاستمرار في هذه اللعبة.

وفي الحقيقة لا يختلف اثنان فلسطينيان، بعقلين متحررين، على أن كل عناوين عباس وخياراته وقراراته ومناسباته منسوبة الى فعل التلفيق، حتى ما تسمى “اليمين القانونية” التي يؤديها أمامه وزراء وسفراء. فهذه لا هدف لها سوى خلق انطباع مزور، بأن للرجل علاقة بالقانون أو بالوثيقة الدستورية أو بالعدالة، أو بالحد الأدنى من احترام الكادر الوظيفي المتدرج في الترقية؟ بالتالي تراه يحرص على أن يؤدي المكلفون من قبله يميناً قانونية، وكأن القانون نفسه كان حاضراً في ذهنه وهو يقرر.
فما هو ـ مثلاً ـ معنى مصطلح “القيادة الفلسطينية”؟ عند الإجابة عن هذا السؤال، تطفو على سطوح الأذهان بقعة الزيت السوداء التي لا مناص من اعتبارها تمثل دور الفصائل التي تقبلت تلك الصيغة، وتماشت معها، وهو دور يلامس التواطؤ. فلا يستطيع أي فصيل الجواب عن السؤال دون الاعتراف بأنه كان يساير، حفاظاً على ما يُصرف له من موازنة للبقاء في الساحة. وهذه الإجابة نفسها، تنم عن غباء وعوار على مستويين، الأول الجهل الراسخ بحقيقة أن عزل عباس وحجب التغطية عنه، يمكن أن يأتي ـ على الأقل ـ بحلول وسط، تمنعه من التحكم في موازنات الفصائل، وتكرّس شيئاً يسيراً من اللوائح المالية في إطار منظمة التحرير، وتؤكد على أن المال المتاح ليس مال عباس وأسرة عباس. أما العوار، فهو ما تؤكد عليه ظاهرة الخوف من قطع الموازنات، إذ كيف أن يظل الفصيل الذي يتلقى موازنة شهرية منذ عشرات السنين، عاجزاً عن تغطية نفسه، ولم يتعرف على مبدأ الاحتفاظ بأصول، من خلال الادخار والاستثمار. فهؤلاء الذين يرى كل منهم نفسه جديراً بإدارة وطن كامل وتأمين حياته الاجتماعية والاقتصادية؛ لم يفلح في تأمين فصيل صغير وتأمينه من مخاطر الفاقة التي تضطره للرضوخ؟
لا علاقة لقادة الفصائل، سلباً أو إيجاباً، بشيء يقرره عباس. وعندما يدعوهم الرجل لاجتماع، يسمع ماذا يقولون ويستمتع بتأدبهم في حضرته ومقابل ذلك يغفر لهم بعض الانتقادات “المهذبة” والحييّة.
هم يعرفون أن مصطلح “اجتماع القيادة” ملفق، وحضورهم فيه نوع من التواطؤ، وعزوفهم عن أي ضغط لجلب أبسط التعديلات في إدارته، يدل على خيبة. وعليه نأمل أن يكون تأجيل ما يسمى “اجتماع القيادة” للأسباب التي جاءت في التسريب.

أخبار ذات صلة