آخر الاخبار

مقومات التنظيم الناجح

كتب: توفيق أبو خوصة:
إن إكتساب الحركة الثورية لصفة الطليعة وممارستها على هذا الأساس يقتضى أن تكون واعية جدا للواقع السياسي والتنظيمي وقوانين التطور الاجتماعي و طبيعة الظروف و الاحتياجات النضالية في كل مرحلة، و تمتلك إطارا تنظيميا صلب البناء و التكوين داخليا، ويشكل أعضاؤها جبهة متماسكة محكومة باللوائح و الأنظمة التي تضمن صلابة ومتانة الروابط التنظيمية بينهم وفي نفس الوقت تعزز العلاقة المفتوحة مع الجماهير، و يعتبر أي تجاهل أو قفز عنها وعدم الالتزام بها انحرافا عن الخط التنظيمي يستحق المحاسبة، وهنا يجب التأكيد على أن أهمية الحركة الثورية لا تتوقف على عدد أعضائها، و إنما على درجة التنظيم و الترابط بينهم ومن ثم على قدراتهم الذاتية و طليعيتهم و مستوى وعيهم و عمق انتمائهم و إيمانهم المطلق بالتضحية وقدرتهم على التعبير عن إرادة الجماهير، ومن ثم الفاعلية في قيادة وتوجيه هذه الجماهير .
إن خطورة غياب الالتزام بقواعد المسلكية الثورية بين أعضائها على اختلاف مراتبهم التنظيمية يشل قدرة الحركة جماهيريا و تنظيميا و سياسيا و يجعلها أعجز من أن تؤدي مهامها النضالية و المجتمعية حيث تتأصل فيها أمراض تكفي لإنهائها و إلهائها في صراعات داخلية تبعدها عن إنجاز أهدافها الحقيقية التي انطلقت من أجلها، لذلك فإن الالتزام و الانضباط أهم مقومات التنظيم الناجح و تمنحه القوة للمحافظة على سلامة خطه النضالي من أي انحرافات سلوكية أو تنظيمية، الحركة الثورية تنظيم سياسي ذات مهام و أهداف وطنية تحددها متطلبات كل مرحلة على حدة في سياق الإستراتيجية العامة له، لا هو وزارة للعمل ولا مؤسسة خيرية أو شؤون اجتماعية، ولا هو أيضا إقطاعية أوحاكورة أو شركة خاصة، التنظيم السياسي أكبر من أي فرد أو مجموعة أو شلة أو عصابة، لأنه يمثل حالة وطنية و نضالية يعبر من خلالها عن هموم شعب مقاتل وصاحب أقدس و أعدل قضية على وجه الأرض، فلسطين تستحق الأفضل… لن تسقط الراية.

أخبار ذات صلة