بقلم د. طلال الشريف
جيد أن يتذكر العالم غربه وشرقه الظلم الذي وقع على الفلسطينيين وقضيتهم منذ نكبة 1948 والذي لا يزال يتواصل ويتصاعد حتى الآن ونحن في العام 2022. أن يهب الغرب والشرق وعلى رأسهم أوروبا والولايات المتحدة لنجدة شعب أوكراينا بكل ما يستطيعوا من إمكانيات في وجه الغزو الروسي الذي يريد فرض أمرا واقعا مرفوض أخلاقيا على دولة أوكراينا وشعبها بالرغم من جوهرية ما يطرحه بوتين من أخطار محدقة على دولته روسيا من تحالف أو تبعية أو انضمام أوكراينا لحلف الناتو والإتحاد الأوروبي وإمكانية استغلال هذا العمق الإستراتيجي والجغرافي لموقع أوكراينا الملتصق بروسيا واستغلاله لتشكيل خطر دائم على روسيا من قبل أميركا وحلف الناتو. قريبا من التصنيف المصلحي أو الأخلاقي للمواقف عامة نقول اسرائيل ذهبت لتستفيد من الحالة الأوكرانية سواء المحافظة على مصالحها أو حماية اليهود هناك أو كسب ما تستطيع من مكاسب مستقبلية سواء سياسية أو اقتصادية أو بيع وشراء أسلحة، وفلسطين المظلومة تاريخيا ذهبت لتقارن أخلاقيا لتذكر الغرب والولايات المتحدة بظلمهم التاريخي من تقاعسهم واهمالهم المتعمد لقضية الشعب الفلسطيني محاباة لإسرائيل،
ولم تهب تلك الدول لإنقاذ الشعب الفلسطيني كما تهب الآن لنجدة أوكرابنا والشعب الأوكراني الذي نتفق مع رفض الحرب والاحتلال أخلاقيا لأي احتلال في أي مكان. تقاعس الغرب والولايات المتحدة وحتى روسيا شجع اسرائيل على استمرار عدوانها وتمددها وطرد الفلسطينييين من أراضيهم الأصلية ما أدام الصراع خمسة وسبعين عاما حتى الآن دون رفع الظلم عن الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وفي استطاعة أوروبا وأمريكا انصاف الشعب الفلسطيني والشعب الاسرائيلي بدل تركهم ضحية لنزاع مستمر وغامض يصعب حله يعاني منه الطرف الفلسطيني مليون ضعف ما يعانيه الطرف الإسرائيلي.
أقول حتى لو شعر الغرب والولايات المتحدة بالذنب لحظيا عن تقاعسهم عن رفع الظلم عن الفلسطينييين وقضيتهم فلن يتشجعوا على التدخل بقوة لفرض حلا على الإحتلال الإسرائيلي ولذلك نقدم نصيحة للإسرائيليين أولا والفلسطينيين ثانيا أن يفكروا بشكل مختلف وايجابي لكيفية صنع السلام وعدم استمرار الحروب وإنهاء الظلم الذى دام خمسة وسبعين عاما على الفلسطينيين.. بمعنى أن العلاقات بين الدول لا تدوم بغياب المصالح ولذلك فعندما تنتهي المصالح لتلك الدول لن تجد اسرائيل إلا الضغط والاجبار لإقرار سلام عادل أو أقرب إلى العدل مع الفلسطينيين لتنتهي الحروب والخسائر والضحايا، والحلول العادلة هي من تديم السلام أما الحلول المفروضة بالقوة كالاستيلاء على الأراضي الفلسطينية ستبقي الحروب تحت الرماد فقصة أوكراينا ليس وليدة اللحظة فقد احتلها جيش لينين/ حملة أنتونوف قبل مائة عام وغزتها روسيا في 2014 وضموا جزيرة القرم وما ببن الزمنين وقبلهما لم ينعم الشعب والارض الأوكرانية بالسلام طوال التاريخ لأن الحل العادل كان دائما غائبا وبدون حلول عادلة تبقى الحروب. الاستثمار الإسرائيلي الفلسطيني الإيجابي لن يكون بكسب مصالح كما تفعل اسرائيل ولا بمعايرة ومقارنة أو حتى إغماض العين من الفلسطينيين عن احتلال دول لها استقلالها أو تبريرا للعنف،بل يجب أن يفكر الاسرائيليون والفلسطينيون من جديد بما هو أفضل للسلام والعدل وتمكين الأجيال من المستقبل وإلا سيستمر الشعبان في الخسائر والحروب والضحايا … دولة فلسطينية على حدود سبعة وستين هو حل ممكن قد يجلب السلام ولو جزئيا للفلسطينبين والاسرائيليين ..
أعيدوا للسلام الحياة لنغادر الحروب ويعم السلام . أيها الاسرائيليين والفلسطينيون ، الآخرون وكل العالم لن يجلبوا السلام بل يزيدوا ويضاعفوا مشاكل الصراع تعقيدا كما ترون في كل قضية ويبقون على حروبها مشتعلة، وعلى الإسرائيليين خاصة أن يبادروا هم لبناء دولة فلسطين على الأراضي التي احتلوها في العام 1976 لتعيش الأجيال في سلام وأما الفلسطينيين فليس لديهم ما يقدمونه فكل الأرض تحتلها إسرائيل ولكن إذا أنصفت اسرائيل الفلسطينيين بإقامة دولتهم فحتما سيعطون السلام والأمن والاستقرار في المنطقة كلها فرصة وينتهي الصراع.