أبو ظبي: قال محمد دحلان قائد تيار الاصلاح الديمقراطي في حركة فتح “نعمل من أجل استعادة وحدة حركة فتح، ومستلهمين تجارب الزعماء والرئيس الخالد ياسر عرفات”.
وأضاف دحلان، خلال كلمته في المؤتمر التنظيمي لتيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح بساحة غزة “تعلمونَ جميعاً ، ويعلمُ شعبُنَا الأبيُّ، أنَّ حالةَ التردي التي أرادَهَا البعضُ لحركةِ فتح، هي سبَبُ قيامِ تيارِنَا في قلبِ هذهِ الحركة، لكيْ لا يضيعَ تاريخُهَا وإرثُهَا الكفاحي. فقدْ كانَ وما يزالُ واجباً عليْنَا، العملُ دونَ كللٍ، للحيلولةِ دونَ طيِّ هذا التاريخِ أو التخلي عن ذلكَ الإرث، وعن واجباتِنَا حيالَ شعبِنَا في أوقاتِ الشدةِ كَمَا في أوقاتِ الرخاء”.
وتابع “واجب علينا العمل دون كلل أو ملل للحيلولة دون طي هذا التاريخ، أو التخلي عن هذا الإرث”، مشيراً إلى أنه بعد سنوات طويلة من الانحراف والتغاضي عن التحديات الخطيرة والمصيرية لم يستطع المتفردون إحراز شيء من التأييد الشعبي أو حتى السعي إلى تسوية، فلا سلام يتأسس على رضوخ ولا رضوخ يعلي من شأن القضية.
وأكمل “بعدَ سنواتٍ طويلةٍ من الإنحرافِ والتغاضي عن التحدياتِ الخطيرة والمصيرية، لمْ يستطعْ المتفردونَ الممسكونَ بمقاليدِ هذهِ الحركة، إحرازَ شيءٍ من التأييدِ الشعبي، أو حَتَّى الاستمرارِ في السعيِّ إلى تسوية، إذ لا سلامَ يتأسسُ على رضوخٍ، ولا رضوخَ يُعَلِّيْ مِنْ شأنِ قضية، أو يَسْتَرْجِعُ حقوقاً، فما بالُنَا بقضيةِ شعبِنَا المفعمةِ ببراهينِ الحقِ، وبِكُلِّ ما يُؤَكِّدُ على جدارةِ الفلسطينيين في الحريةِ والاستقلال”.
وقال “نحنُ نُدشّنُ حقبةً جديدةً في مسيرةِ تيارِ الإصلاحِ الديمقراطي في حركةِ فتح، نستهلُّهَا بعقدِ مؤتمرِ ساحةِ غزة، غزةُ البطولةُ والتضحيةُ والفداء، غزةُ المحاصرة ، غزةُ التي تنزفُ الجُرْحَ وتئنُّ تحتَ وطأةِ الألمِ والظلمِ والفقرِ والقهر، ورغم كل ذلك غزةُ تواصلُ مسيرتَها وتكافِحُ على كل الجبهاتِ من أجلِ حياةٍ كريمةٍ عزيزةٍ يستحقُهَا أهلُنَا في غزة العظيمة بعد كل ما واجهوهُ من بطشِ المحتلِ وتنكيلِ ذوي القُرْبَى وصعوباتِ العيشِ تحت وطأةِ المعاناةِ والألم”.
وواصل “من قلبِ غزة، خزانُ الكفاحِ ومعقلُ الأبطالِ وحاضنةُ الثورة، نعلنُ اليوم انطلاقَ هذا العرسِ الوطنيِّ الديموقراطيِّ الذي يتوخَّاهُ كلُّ الوطنيينِ وفي الطليعةِ منهم الفتحاويون، ونَقِفُ اليومَ هُنَا، عندَ بوابةِ الأملْ وأولِ الطريقِ إلى المهمةِ الجوهريةِ الأولى، وهي استعادةُ فتحٍ لروحِها ولدورِها وثقافتِها، لكي تعودَ الحارسةَ اليقظةَ للحُلمِ الفلسطيني، والوسيلةَ والإطارً الذي يجمعُ ولا يُفرّق، بكلَّ ما استقرَّ عليه قادتُهَا المؤسسون، من تقاليدِ العملِ وأعرافِه، والاستمرارُ في رحلةِ النضالِ منذ الانطلاقة، قبلَ ما يزيدُ عن خمسٍ وخمسين سنة، وحتى الوصولِ إلى الحريةِ والاستقلال!”.
واستطرد “يواصلُ تيارُنَا المسارَ الذي اختارَهُ لنفسِهِ، بإصرارِكُم وثباتِكُم وإرادتِكُم الفولاذيةِ، فقد أصبحْتُم رقماً صعباً لا يمكنُ لأحدٍ أن يتجاوزِهُ، وباتَتْ جماهيرُنا الوفيةُ جزءاً رئيسياً من المعادلَةِ الوطنيةِ، وهي مستعدةٌ على الدوامِ لكل الاستحقاقات، وحاضرةٌ في المشهدِ النضالي الذي يجسدُ الإجماعَ الوطني في هذه المرحلة، واختارَتْ قيادتُكُم أن تشقَّ طريقَ الإصلاحِ عبرَ بوابةِ الشراكةِ السياسية مع الكل الوطني، وعبر بوابةِ الديموقراطية، حيث يختارُ شعبُنَا بكاملِ إرادتِه من يُمَثِّلُهُ”.
وأوضح “لأنَّ ذلك البرنامجَ قابلٌ، بل يستحقُ المراجعةَ الشاملةَ المستمرةَ بعد أن انتهكَتْ دولةُ الاحتلالِ كل الاتفاقياتِ والمواثيقِ، فمنذ اغتيالِ الرئيسِ الشهيدِ أبو عمار حطَّمَ الاحتلالُ كلَّ أُسُسِ حلِّ الدولتين ومقوماته، وكَبَّلَ المستقبلَ ببحرٍ من المستوطناتِ، وسيلٍ من القوانينِ العنصريةِ، لكلِّ ذلك قد يفقدُ ذلكَ البرنامجُ السياسيُ صلاحيتَه قريبًا، إنْ لم يكُنْ ذلكَ قدْ حدثَ فعلاً”.
وختم بالتأكيد على أن وحدةَ حركةِ فتح وعودتَها لطليعةِ النضالِ الوطني الفلسطيني ضرورةٌ حيويةٌ لا غنى عنها، داعياً، رُغمَ ما يعصفُ بجزءٍ من فتح بفعلِ نهجٍ دكتاتوريٍ جامحٍ لم تشهدْهُ الحركةُ منذ انطلاقَتِها، للعملِ دومًا وبدأبٍ من أجلِ فتح ووحدَتِها، وتطويرِ أدواتِها النضالية، ولا تسمحُوا بتعميقِ خلافات الحركة وأزماتها حتى وإن أوغَلَ تيارٌ ما في الأخطاءِ والخطايا ، فأصبِرُوا وثابِرُوا من أجلِ استعادةِ فتح ووحدتِها وريادتِها الوطنية وألَقِهَا التاريخيِّ المشرف.