ذات صلة

نفخر بخطابنا وبـ “التيار”

كتب عدلي صادق: في مناقشات الماجستير والدكتوراه في المحروسة، يؤتى بمن يوصف بـ “مناقش خارجي”. وحصل في أحد المعاهد أن اختار الطالب واحداً فلسطينياً من هؤلاء، في بعض الأحيان يكون المناقش الخارجي من غير المختصين، ويؤتى به لصفاتهم الاعتبارية راهناً أو سابقاً، والبعض القليل من هؤلاء يكونون من غير ذوي الثقافة، وهذا ـ أصلاً ـ عوار!

أحد هؤلاء دُعي للمشاركة في “مناقشة” رسالة ماجستير، فوافق، ولما جاءته “الرسالة” لكي يطالعها؛ قرأ إسمي ضمن من أهدي إليهم البحث، فاعتذر خوفاً، ربما من غير ضغينة شخصية أو أسبابٍ لضغينة، لا سيما وأننا افتراقنا على صداقة. لذا أصبح سبب الاعتذار الفجائي في رأي الطالب، محض جُبنٍ وتسحيج.

لست ممن يتجرأون على وصف دواخل الناس، لأن من يفعل ذلك ينتحل دور العارف بالدواخل التي لا يعرفها إلا الله. فالأصل أن يحكم الناس على أي كان، من خلال سلوكه الظاهر، إن كان نفاقاً وتسحيجاً أو خصومة شخصية معلنة. والواضح أن الرجل يتجنب الاقتراب من “التيار”، بينما هو من بين الكثرة التي يتفهم التيار أسبابها عندما لا تعترض على شيء من السلوك السياسي والأمني والإداري ـ المالي، الذي اختاره عباس ومجموعته الانتهازية.

تيار الإصلاح الديموقراطي في حركة فتح، له خطابه الوطني المعلن، وله علاقاته مع المجتمع وله مآثره على مستوى هذه العلاقة وإن كان ـ كالآخرين ـ لم ينتشل الدلو من البئر. فالدلو ما يزال مفصولاً عن حبل الانتشال، والحال السياسية الفلسطينية العامة، مزرية من جراء الأفعال التي أوصلتنا الى ما وصلنا اليه، بينما نحن في مرحلة خطيرة تتهدد قضيتنا، بلا كيان سياسي واحد، وبلا مؤسسات، وبلا اعتبار للشعب ولحقوقه الديموقراطية. وهذا ـ بالطبع ـ هو مؤدى ما نقوله عبر منابر “التيار” وفي خطابنا الفلسطيني الداخلي.

لا يخلو الأمر من شجعان. فعندما يجبن أحدهم ولا يقترب، وهو الذي كان ذا صفة في السابق؛ يتحلى أخر بالشجاعة، وهو ذو صفة راهناً، مثلما حضر ديبلوماسي فلسطيني، كمناقش خارجي، لرسالة دكتوراه، دافع عنها طالب فلسطيني في جامعة المنصورة، بينما الشاب من “التيار” وهو نجل أحد شهدائنا في معركة الدفاع عن حركة فتح في مواجهة الانقلاب.