كتب عدلي صادق: عندما كانت الهجمة على شعبنا في الضفة في ذروة إجرامها، وكان مروان البرغوثي وحده، يتخيّر الأماكن التي يقف فيها أمام الكاميرات آمناً لكي ينطق باسم الانتفاضة، كان الآخرون يحافظون على بطاقات VIP ويحرصون على بقائها وعلى سلامتهم. وليت بعضهم فعل ذلك و”نقَّطنا” بسكوته، بل ظل يثرثر ويزعم افتراء، بأن مسألة مروان ونشاطة، محض محاولة للتلميع، وظل هذا البعض على كلامه الفاجر، حتى بعد أن أظهرت سياقات محكمة الاحتلال، أن الرجل ينتظر الحكم بعدد من التأبيدات!
هذا البعض، ضاق صدره بلمعان مروان، وحاول تزويج المتناقضات، ليوحي بأن حاملي بطاقات الشخصيات شديدة الأهمية، هم أنفسهم الذين يحملون الهمم العالية شديدة الوطنية حتى أعجزوا الاحتلال عن سحب بطاقاتهم!
وهذا البعض، نفسه، الوسواس الخنّاس، خرج منه بعضٌ آخر، لكي يستهدف مروان في زنزانته. فإن قاد أبو القسام إضراباً، قالوا إنه لتلميع الزنزانة والاسم ومقاصده شخصية.
لكنهم جميعاً، ظلوا متشبثين ببطاقاتهم حتى جاءت حكومة المهووسين الأشد عنصرية، وهذه حكومة لا ترى داعياً لاسترضاء الراضخين وتسهيل حركتهم، ولا تتقبل حتى الهزيمة من أعدائها، فبادرت في يوم عملها الأول، الى “تشليح” أولئك “المهمين جداً” بطاقاتهم. فالعنصريون بطبائعهم، لا يريدون محض مهزومين وإنما تريد أن يتحول أعداؤها الى عبيد، وشتان بين المهزوم والعبد. فالأول يمكن أن يستجمع إرادته ويستفيد من الدروس، وينهض من جديد. أما الثاني، فإن عبوديته مديدة على مر الأيام، وإن كانت قصيرة في حساب التاريخ.
اليوم، يسجل حاملو بطاقات VIP موقفاً أدعى الى السؤال: لماذا لم تذهبوا الى الضريح، لكي تحرقوا بطاقاتكم، عندما فعل العدو كبيرة من الكبائر، ولم تفعلوا ذلك إلا عندما سحبها هو، فوجدتم أنفسكم تحرقونها لأنها مسحوبة مسحوبة!
الحرية لمروان، أيها البعض. نهنئكم على فوزكم بالحافلات عند الجسر، وبتخفف سحناتكم من نظرات عجائزنا التي ظلت لسنوات طويلة، ترمق كلاً منكم شزراً عند مروركم، فقد أنجز لكم العدو، ميزة التساوي مع الناس، في تدابير السفر، لكي تشبهوا شعبكم