اقرأ أيضاً

بيانات صحفية

“أبو جندل”.. المقاتل الذي أحبه الجميع

دقت أجراس الكنائس ولم تتوقف مع زخات الرصاص وصوت الصواريخ والطائرات الحربية الإسرائيلية التي اقتحمت مخيم جنين بكل عتاد الموت والقتل والذبح طيلة فترة اجتياحهم للمخيم 3-4/2002 -19/4/2002 وأدت إلى استشهاد 58 شخصا معظمهم من المدنيين وارتكاب مجزرة بشرية بحق سكان المخيم، وهدم 600 منزل واعتقال المئات، الدبابات وآلاف الجنود والمجنزرات والجرافات حرثت ارض المخيم وحاراته وأزقته، وكانت حربا إسرائيلية عالمية على اللاجئين الصامدين المقاومين، وكانت جرائم حرب وفظائع وإرهاب رسمي قاده شارون وموفاز في ذلك العدوان الذي أطلقوا عليه عملية السور الواقي.

يوسف أحمد محمد ريحان من مواليد قرية يعبُد بتاريخ 12/5/1965م لعائلةٍ متدينةٍ حيث تربَّى فيها على حبِّ وطنِهِ والوفاء لدينهِ وشعبه، أنْهى يوسف ريحان دراستهُ الأساسيةَ والإعدادية في مدارسِ القرية، وكذلك حصل على الأوَّلِ الثَّانوِي، غادر قريتَهُ متوجها إلى عمان حيث أكمل تعليمه المهني في معهد البولتكنك الصناعي قسم الكهرباء.
بعد انتهاء دراسته في المعهد التحق بقوات جيش التحرير الفلسطيني، ومن ثم انتقل للعمل ضمن وحدات الجيش في سوريا، حيث حصل على دورة عسكرية في المدفعية ومن ثم توجه الى لبنان.
شارك يوسف ريحان بالدفاع عن وجود الثورة الفلسطينية خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982م.
أصيب يوسف ريحان خلال حصار بيروت بعدة إصابات في الصدر وأماكن أخرى من الجسم، كما أصيب في يده اليمنى نقل على إثر هذه الإصابات إلى المستشفى.
بعد خروج قوات الثورة الفلسطينية من العاصمة اللبنانية بيروت عام 1982م، غادر يوسف ريحان مع القوات المتوجهة الى العراق حيث خدم في معسكر العزيرية (قوات الأقصى).
بعد عودة قوات منظمة التحرير الفلسطينية والقيادة الفلسطينية إلى أرض الوطن عام 1994م عاد يوسف ريحان ضمن قوات الأقصى القادمة من بغداد إلى الضفة الغربية حيث عمل في قوات الأمن الوطنيِّ في محافظة أريحا، ومن ثم نقل للعمل في محافظة بيت لحم حيث مكث سنتين ونصف.
خلال انتفاضة النفق عام 1996م حدثت مشادَّةٌ كلامية بين جنود الأمن الوطنِيِّ وجنود الاحتلال المتواجدين على مدخل مدينة بيت لحم، حيث قام بعدها يوسف ريحان بإطلاق النار على الجنود الإسرائيليين مما أدَّى إلى إصابةِ أحدهم، حيث فرَّ من المكانِ بعد ذلك، وعلى إثرها قام جيش الاحتلال بمطالبة السلطة الفلسطينية بعد هذا الحادث بتسليم يوسف ريحان لهم، وبعد تنسيق ومباحثات ثم الاتفاق على نقله لمدينة جنين.
مع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000م كان ليوسف ريحان (أبو جندل) دورٌ كبيرٌ في المقاومةِ الوطنيَّةِ ضد أهدافِ الجيش الإسرائيلي، حيث أشرف وخطط لبعض العملياتِ العسكرية، ومع اقتراب موعد المواجهة في مخيم جنين وقف يوسف ريحان (أبو جندل) مع رفاقه الذين عقدوا العزم على الصمود والرباط حتى آخر رجلٍ منهم في ساحة المخيم وأقسموا مُجْتَمِعينَ قَسَمَ الشهادة والرباط، فإمَّا النصرُ وإمَّا الشهادة.
منذ الاجتياح الإسرائيلي أصبح يوسف ريحان (أبو جندل) مطلوباً حيًّا أو ميتاً للوحدات الخاصة المهاجمة الإسرائيلية، فهو الذي شكَّل مِحور قيادة المعارك إلى جانب الشهيد/ الطوالبه حيث كان يملك أبو جندل قاذف R.B.G والعديد من القذائف.
في يوم الأحد الموافق 14/3/2002م فجراً استشهد/ يوسف أحمد ريحان (أبو جندل) بعد أن نفذت الذخيرة التي بحوزته بعد معركةٍ بطوليةٍ وحصار، حيث قام جنود الاحتلال باعتقاله وإعدامه بعد أن تعرف عليه أحد العملاء ممن باعوا أرضهم وعرضهم ووطنهم للأعداء.
الشهيد/ أبو جندل ذلك المقاتل الذي أحبه الجميع، كان جُلُّ اهتمامه الجهادُ والشهادةُ وحب الوطن، كان قريباً من الجميع وعمل مع العديد من المقاتلين والكوادر لجميع الفصائل والتنظيمات خلال حصار مخيم جنين.
كان الشهيد/ أبو جندل يحب العمل المقاوم الجاد والهادف متجاوزاً البُعدَ التنظيمي، فكان نعم القائد.
الشهيد/ يوسف ريحان (أبو جندل) كان أحد قادة معركة مخيم جنين الأبطال، الذي دافع عن المخيم حتى آخر لحظةٍ من حياته وسقط شهيداً على ثرى المخيم، هذا المخيم الذي أصبح أسطورةً هزت العالم، حيثُ دخلَ التاريخَ من أوسعِ أبوابهِ وبات يحتلُّ من ذاكرةِ النضالِ الوطني الفلسطيني حَيِّزاً مرموقاً في صموده الأسطوري.
لقد قدَّمَ الشهداءُ الذين دافعوا عن المخيمِ الضَّريبَةَ لحْماً ودماً خلال المقاومةِ إيماناً منهم بعدالةِ قضِيتهم.
الشهيد/ يوسف أحمد ريحان (أبو جندل) متزوج ورُزقَ بثمانيةِ أولادٍ وعند استشهاده كانت زوجتهُ حاملاً في شهرها الأخير.
رحم الله الشهيد البطل/ يوسف أحمد محمد ريحان (أبو جندل) وأسكنه فسيح جناته.