اقرأ أيضاً

بيانات صحفية

أبو على شاهين الفدائي القائد الزاهد و المفكر الملهم

كتب توفيق أبو خوصة: أبو على شاهين الفدائي القائد الزاهد و المفكر الملهم و الفيلسوف الثوري الذي لم ينفصل عن واقع التجربة الثورية و تجلياتها فكرا أو ممارسة بل كان النموذج الحي في تجسيدها و التبشير بها في الحل و الترحال ،،، الفدائي في الدوريات المسلحة خلف خطوط العدو والجريح و الأسير المحرر و المنفي في الدهنية و المبعد خارج الوطن و العقل المفكر في بناء خلايا العمل العسكري بالأرض المحتلة ،،، مبدع تأسيس و تشكيل ذراع العمل الجماهيري لحركة فتح ( حركة الشبيبة بكل مكوناتها وفي مقدمتها حركة الشبيبة الطلابية و لجان الشبيبة للعمل الاجتماعي ) التي تحولت إلى العصب المركزي لحركة فتح في الأرض المحتلة و الرافد الأساسي لها و أداة الفعل في كل ميدان و ساحة إشتباك ،،،

نعم هو صاحب النظرة الإستشرافية التي لا تخيب في قراءة الواقع الثوري و متطلباته على المستويين الوطني و التنظيمي ،،، وهو الفارس الطلائعي الرائد في بناء و تأطير الحركة الوطنية الإسيرة منذ البدايات الأولى و تحويل قلاع الأسر إلى أكاديميات تخرج كواكب الثوار و المناضلين و إعداد الكوادر التنظيمية لمواصلة درب الثورة و ديمومتها ،،،أبو علي شاهين الأب و الأخ و الإنسان الذي عشق الحياة البسيطة و التفاعل المستمر وسط الجماهير ليعيش أمالها و ألامها و أحاسيسها و يعبر عنها بكل أمانة وصدق في كل مواقع المسؤولية و القيادة ،،، كم من البيوت المستورة و العائلات المتعففة إفتقد هذه الهامة الشامخة و القيمة الإنسانية السامية التي كانت محط إهتمامها و رعايتها و باتت تشتاق لوقوفه على أبوابها ،،، أبو علي شاهين القدوة في الوفاء للشهداء و الأسرى رفاق القيد أحياء و شهداء ،،، الذي آمن بنظرية تكامل الأجيال و حق الشباب في إرتقاء سلم المراتب التنظيمية و القيادية ولم يدخر جهدا في الدفع بهذا الإتجاه .

أبو علي شاهين ليس إسما عابرا في التاريخ الفلسطيني و ليس قائدا فتحاويا فحسب ،،، بل مدرسة ثورية متكاملة بالوعي و الثقافة و الفهم الموسوعي الذي شكل معينا لا ينضب للأجيال المتعاقبة بما تركه لنا من وصايا ثورية و مفاهيم تنظيمية و رؤى وطنية ،،، فهو نموذج الثائر الموغل في أخلاقه الثورية و منطلقاته الإنسانية ،،، فهو مناضل قومي و أممي في فكره العميق و تعبيراته المسلكية و علاقاته الممتدة خارج الفضاء الفلسطيني ،،، لكن كل شيء يبدأ من فتح و ينتهي في فتح فهي رمانة الميزان ،،، فهو صاحب مقولة لن يحكمني ملثم بعد خمسين عام من النضال ،،، رجل بهذه القامة و القيمة في فكره وسلوكه و زهده و إقدامه وما كان يمتلك من جرأة في الحق ترتجف أمامها الشجعان ،،، ليس ذكرى فقط ،،، و لايسكن في الذاكرة فقط ،،، بل يجب تخليده في صدر تاريخنا الوطني و الفتحاوي على كل المستويات ،،، فلا يكفي إن نذكره في ذكرى غيابه الجسدي و نخط فيها القصائد و المقالات و نقيم المهرجانات و نلقي الكلمات ،،، وهو يستحق ذلك بإعتباره واجبا وبعضا من الوفاء ،،،

ليس من المهم أن تنشر صورتك مع الشاهين أبو علي أو تنشر صورته في ذكراه وإن كان ذلك فعل محمود ،،، لأن الأهم من ذلك أن نسير على نهجه الثوري و نتحلى بأخلاقه العظيمة و نعمل بوصاياه الأمينة التي تضيء لنا طريق الثورة ،،، وما تركه لنا من إرث تنظيمي و ميراث فتحاوي عظيم ،،، وألا نتوانى عن إستلهام تلك التجربة الثورية و التنظيمية و الإنسانية في السلوك و المسلك و بناء علاقاتنا التنظيمية و الوطنية بتكريس مبادئ و قيم مدرسة المحبة الثورية و اللملمة الوطنية على قاعدة التكامل و التفاضل و التنافس في الإنجاز الذي يصب في بوتقة الحرية و الخلاص من نير الاحتلال الغاشم و تحقيق الأهداف الوطنية لشعبنا و نيل إستقلاله و تقرير مصيره و التمسك بشعار الإنطلاقة الأولى ،،، إنها لثورة حتى النصر ،،،

قائدنا و معلمنا و مشعلنا الذي لا ينطفىء الحاضر رغم الغياب نحن مقصرين في حقك ،،، فمن يكرم الشهيد يتبع خطاه ،،، لروحك الطاهرة الرحمة و السكينة و ألف وردة وسلام ،،، فعلا نجوت من الحياة بأعجوبة حتى لا ترى ما نرى

فلسطين تستحق الأفضل … لن تسقط الراية .