يصادف اليوم الذكرى السنوية الـ 22 لرحيل فيصل عبد القادر الحسيني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ونجل قائد القوات الفلسطينية في معركة القسطل، إنه الشهيد ابن الشهيد وأمير القدس.
النشأة
ولد الحسيني في العاصمة العراقية بغداد في السابع عشر من يوليو 1940، وقد كان لوالده الأثر الكبير في تعزيز وعيه السياسي عبر مرافقته في جميع تحركاته ورحلاته وانتقاله معه إلى القاهرة، مما ساهم في تشجيعه على الخطابة أمام الجمهور وحفظ القصائد الوطنية.
وتعرف الشهيد فيصل الحسيني على الزعيم الراحل ياسر عرفات أثناء دراسته الجامعية في القاهرة، وشارك في حركة القوميين العرب عام 1957م، وبإنشاء وتأسيس المنظمة الطلابية الفلسطينية عام 1959م، والتي أصبحت فيما بعد نواة لمنظمة التحرير الفلسطينية، كما أنه التحق في صفوف حركة فتح عام 1964، قبل أن يعمل في قسم التوجيه الشعبي في مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في القدس حتى عام 1966م.
العمل
عمل في مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في القدس عام 1966 في قسم التوجيه الشعبي، ثم انتقل إلى مكتب منظمة التحرير في بيروت كمساعد ملحق عسكري برتبة ملازم أول، عندما كان شفيق الحوت ممثل المنظمة في لبنان ، درس الهندسة في الأكاديمية العسكرية في حلب وتخرج منها في عام 1966 م ثم انضم إلى قوات جيش التحرير الفلسطيني المرابط في سوريا أوائل عام 1967 م.
وبعد حرب حزيران 1967، توجه الشهيد الحُسيني إلى القدس وقاد العمل السياسي لمنظمة التحرير فيها، واعتُقل في تشرين الأول 1967م، وحُكم عليه بالسجن لمدة عام بتهمة حيازة أسلحة، ثم أسس جمعية الدراسات العربية (بيت الشرق) في مدينة القدس عام 1979، ليصفه الوزير الإسرائيلي رحبعام زئيفي حينها بـ “الإرهابي ابن الإرهابي”.
ملف القدس
قاد الشهيد الانتفاضة الأولى وسجن فيها لمدة عامين، ثم عين مسؤولا عن ملف القدس، وانتخب من المجلس الوطني الفلسطيني عضوًا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1996 م، بصفته مسؤولا عن ملف القدس، وكان يحضر اجتماعات مجلس الوزراء الفلسطيني، وشهدت علاقته مع ياسر عرفات خلافات وتوترات عديدة، حيث قام عرفات بتجميد تمويل مكتب الحسيني في بيت الشرق، وعين وزيرا لشؤون القدس هو زياد أبو زياد.
ومن الجدير بالذكر أن الشهيد سجّل دوراً هاماً في الوقوف أمام قرار بنيامين نتنياهو القاضي بإقامة مستوطنة على جبل أبو غنيم في القدس، وقيادته للمظاهرات والمسيرات المنددة بذلك، وتعرض على إثرها للتنكيل والضرب ومن معه من قِبَل قوات الاحتلال.
وفاته
تعرض الحسيني لمحاولتي اغتيال وقاد العديد من المظاهرات المطالبة بإزالة الاستيطان في القدس، وكان يجيد العبرية، ويظهر في التلفاز والإذاعة الإسرائيلية مبينا وجهة النظر الفلسطينية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
رحل الشهيد عنّا عام 2001م، إثر أزمة قلبية حادة ألمت به أثناء زيارته للكويت، وشُيّع جثمانه في موكبٍ جماهيري حاشد إلى مثواه الأخير، في باحة الحرم القدسي الشريف بجوار أبيه وجده.