آخر الاخبار

أنصفته المفارقة

كتب: عدلي صادق

نبأ نقل الشيخ مقاط من العمل في المخبز الى العمل في القضاء الشرعي، نزل برداً وسلاماً على قلوب الناس، لا سيما أولئك الذين ابتلعوا الحُصرم لكي يحافظوا على ولائهم اللفظي لا الوجداني لسلطة المحنك، طالما أنه يصرف أجزاء من الرواتب. فبعض الصرف وحده، أوجب غض الطَرْف عن كل المفاسد والمظالم التي شملت جغرافيا كاملة مع ناسها، مثلما شملت قضية وطنية عميقة مع مفرداتها وثوابتها القيمية.

الشباب يا حرام متعطشون لشيء يصلح للامتداح، حتى ولو كان محض إنصاف فردٍ واحد، حاصل على الدكتوراة في الشريعة، واضطر في ثنايا المظلمة الشاملة والإقصاء، لأن يعمل خبازاً، والعمل شرف.

هنا، نحن لسنا بصدد طرف مُنصف، وإنما بصدد طرف يستفيد من مستشار حاذق، أشار على سيده بضرورة الاستفادة من المفارقة بين صورتين لشخص واحد: خباز في الفرن، وقاضٍ شرعي ورسمي مُعمم.

يراد للمفارقة هنا، أن تؤشر الى حاكم عادل فطن، ذي مشاعر جيّاشة، ويحب الشعب، وله بين الفينة والأخرى، لقطات نورانية، على طريقة المكرمة الرئاسية بالاستجابة لمناشدة طفلة تئن من الألم، ولا نظام في وطنها يضمن لها نيل الحق في الطبابة.

مبروك للشيخ مقاط، فقد أنصفته المفارقة بين صورتين، وهو يستحق..

أخبار ذات صلة