الأسير المحرر ماهر يونس
وُلد يوم 9 كانون الثاني/ يناير 1958، في قرية عارة بمنطقة المثلث الشمالي في أراضي 1948، وهو شقيق واحد لخمس شقيقات، أنهى دراسته الابتدائية في مدارس القرية، ثم التحق بالمدرسة الزراعية في مدينة الخضيرة، وفي يوم 18 كانون الثاني/ يناير 1983، اعتقله الجيش الإسرائيلي، وذلك بعد اعتقال ابن عمه عميد الأسرى، كريم يونس، بأسبوعين، وبعد التحقيق معه وجهت النيابة العسكرية الإسرائيلية له تهمة الانتماء لحركة “فتح”، وحيازة أسلحة بطريقة غير قانونية، وقتل جندي إسرائيلي، وفرضت المحكمة في بداية اعتقاله حكما بإعدامه شنقا برفقة الأسيرين كريم وسامي يونس، بدعوى “خيانة المواطنة”، كونهم يحملون الجنسية الإسرائيلية.
الأسير يونس هو ثاني أقدم أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بعد ابن عمه كريم يونس، الذي يسبقه في الاعتقال بأيام محدودة، وهو أيضا أحد الأسرى القدامى المعتقلين ما قبل اتفاقية أوسلو، وممن تم الاتفاق مع بدء المفاوضات السياسية في أواخر تموز/ يوليو 2013 على إطلاق سراحهم على أربع دفعات، إذ التزمت إسرائيل بإطلاق سراح ثلاث دفعات بواقع 26 أسيرا في كل دفعة، ونكثت بالاتفاق ولم تلتزم بإطلاق سراح الدفعة الرابعة، والتي كان من المفترض أن تتم في أواخر آذار/ مارس 2013، وأبقت عليهم في سجونها لغاية اليوم، وعددهم 25 أسيرا نصفهم من أراضي الداخل المحتل عام 1948، وهم كل من كريم يونس، وماهر يونس، وإبراهيم أبو مخ، ووليد دقة، وإبراهيم بيادسة، وأحمد أبو جابر، وبشير الخطيب، وإبراهيم إغبارية، ومحمد إغبارية، ويحيى إغبارية، ومحمد جبارين”.
وبعد شهر، عادت المحكمة وفرضت حكما بتخفيض العقوبة من الإعدام إلى السجن المؤبد مدى الحياة، وبعد جهود قانونية حثيثة، حددت السلطات الإسرائيلية في أيلول/ سبتمبر 2012 حكم المؤبد 40 عاما، لعدد من أسرى أراضي 48 بينهم الأسير ماهر يونس.
وجرى اعتقال الأسير يونس قبل أن يتزوج، وهو بذلك أمضى سني شبابه في المعتقل دون أن يؤسس عائلة، واليوم هو محروم حتى من التعرف على أبناء وبنات أشقائه، بقرار من المحكمة المركزية في الناصرة بحرمانه من زيارة ذويه من الدرجة الثانية، كما تم رفض التماس تقدم به الأسير عام 2008 لرؤية والده وهو على فراش الموت، وتُوفي دون أن يراه أو يقوم بوداعه بعد سنوات من الانقطاع.
وكان الأسير يونس قد خاض إضرابا مفتوحا عن الطعام لمدة 10 أيام، يوم 25 شباط/ فبراير 2013، خلال تواجده في معتقل “الجلبوع”، وذلك لتسليط الضوء على معاناة الأسرى في السجون الإسرائيلية، خصوصا أسرى أراضي 48 الذين يحرمون من صفقات التبادل، وأوقف إضرابه بعد تدخل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي وعد برفع قضيتهم على سلم الأولويات.