اقرأ أيضاً

بيانات صحفية

التنفيذية والتذكير بالأهمية

كتب عدلي صادق: ربما لا علاقة لأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بنص البيان الركيك الصادر عن اجتماعها أمس. وأغلب الظن أن محرر البيان لا يُلام على الركاكة أو على ما يوحي به النص من الخواء السياسي، وما يعكسه من اغتراب السلطة والمنظمة، سواء عن واقع السياقات الداخلية الجارية في بلادنا أو تلك المتسارعة في الإقليم والعالم وراهنيتها المقلقة. فالبيان باختصار يؤشر الى حال التجلط البات وعجز الجوقة العباسية الطوعي عن المبادرة الى شيء ذي مثقال ذرة من الفحوى.
ربما لا يُلام كاتب النص، لأنه لم يسمع توجيهاً للإيحاء بشيء جديد، ولم يأخذ علماً بأية حيثية، لذا كان المطلوب هو محض كتابة بيان، باسم التنفيذية، تؤكد فيه هذه العاهة، على قديم الكلام دون التطرق الى أي تطور جديد، كأن يجري التأكيد للمرة المليون، على أهمية عودة اللاجئين الى ديارهم وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية والحفاظ على وكالة أونروا، فضلاً عن أهمية “إنهاء الانقسام البغيض” الذي لا يستفيد منه سوى الاحتلال!
يقول البيان “إن شعبنا يرفض طعن المستوطنين “أحد أبناء شعبنا في قرية اسكاكا، كما يرفض مسلسل القتل المتواصل”؛ ويُنسب هذا الرفض الى الشعب دون أن يكون أي طيف من هذا الشعب، قد ألمح الى قبول الجرائم لكي تتطوع التنفيذية بالتأكيد على الرفض الشعبي الطبيعي والتلقائي.
ولكي تهرب هذه التنفيذية من فراغ جعبتها، من أي كلام مفيد، جرى التذكير بأهمية القرارات الأممية التي لم ينسها أحد 194 و 181 و2334
ولأن كانت القرارات الأممية تؤكد على العدالة الجزئية فإن تنفيذية عباس لا تشتغل حتى على أداء واجبات جزئية ولو في الحد الأدنى رفع قضايا يومية أمام المحكمة الجنائية الدولية، وإشهار إيصالات التسجيل وتغطية السياق بإعلام ذي كفاءة وبعثات ديبلوماسية محترمة، ليس بإرسال سفراء معتوهين يخرج بعضهم علينا كل فترة بفضيحة، مثلما حدث هذا الأسبوع في نيكاراغوا، عندما طلبت وأصرت الحكومة الصديقة هناك على سحب وإزاحة سفيرنا الغضنفر، الذي أشبع زميلته المرأة ضرباً على رؤوس الأشهاد وواصل “شحطها” مدماة الى خارج المبنى الذي يعتليه العلم الفلسطيني.
بيان اللجنة التنفيذية يقول في العبارة الأولى، إن الاجتماع “بحث” آخر المستجدات السياسية والاتصالات التي تقوم بها القيادة الفلسطينية وخاصة اتصالات الرئيس المتواصلة مع أطراف المجتمع الدولي للتأكيد على أهمية الضغط على دولة الاحتلال..”!
كلام عقيم وفاقد للأهلية لا يُفهم منه شيء. ولا معنى للقول أن اللجنة اجتمعت للبحث في اتصالات الرئيس، ولا كبف يمكن ممارسة هذا البحث، وماذا عن الانقسام، وعن الإقصاء الذي بات يضرب في فتح نفسها وفي معسكر الموالين، وماذا عن آخر مستجدات التوجه فعلياً الى محكمة الجنايات الدولية، وماذا عن موضع هذه اللجنة ومعها القضية في الاتصالات الإقليمية الجارية على قدم وساق، وماذا عن البعثات الديبلوماسية الفلسطينية التي اصبح جديدها الذي ينتجه وضع السبهللة والتردي يُسيء لقديمها ومآثرها، وماذا عن إطاحة المؤسسات الدستورية وغياب الطاسة تماماً، أليس هذا كله وغيره، يستحق بحث اللجنة الببغائية؟