اقرأ أيضاً

بيانات صحفية

الرواية و الإعلام

كتب توفيق أبو خوصة:الحملة العسكرية الإحتلالية الإرهابية في الضفة الفلسطينية تشتد و تأخذ منهج التصاعد و إتساع رقعتها لتشمل كل بقعة جغرافية فيها ،،، قوات عسكرية نظامية و كل وحدات النخبة المتعددة تشارك فيها ،،، كل عنصر فيها معه شيك مفتوح للقتل ،،، غالبية الضحايا هم من المدنيين و النساء و الأطفال و العمال.

هذه القوات التي تعمل على شكل عصابات إرهابية تداهم البيوت وتلاحق الناس في الشوارع و تقتحم الجامعات ،،، وتحاول تبرير جرائمها النكراء بالإدعاء أن هذه الضحية أو تلك كانت تحمل سكينا،،، أو زجاجة حارقة ،،، أو أنها كانت تحمل سلاحا ،،، أو لديها نوايا لتنفيذ عملية عسكرية في الداخل المحتل أو ضد المستوطنين.

من المهم عدم الإنسياق وراء الرواية الإعلامية للإحتلال و أبواقه المختلفة التي تقوم على تبرير كل فعل إجرامي ضد الإنسان الفلسطيني أينما وجد ،،، صحيح من المهم تمجيد الأبطال الحقيقيين من أبناء شعبنا ،،، ولكن الأهم تقديم الصورة الحقيقية للأعمال الإرهابية الإحتلالية ،،، بدلا من المسارعة إلى نشر صور أطفالنا وضحايانا من المدنيين وهم يحملون السلاح .

نحن الضحية بكل مفاهيم و أعراف القانون الدولي و الإنساني ،،، يعز علينا فراق أحبتنا و ذوينا و لدينا من المشاعر و الأحاسيس الإنسانية ما يغطي العالم أجمع ،،، الاحتلال يقتلنا ليل نهار و يقدم نفسه بموقع الضحية على كل المستويات الإعلامية و السياسية و ينجح إلى حد كبير في ذلك و يسوغ كل جرائمه الإرهابية على هذا الأساس ،،، فيما نحن الضحية الحقيقية التي يتم تصويرها على شكل قتلة و إرهابيين

الإعلام جزء رئيسى من أسلحة المقاومة و يجب أن يأخذ دوره في هذا السياق ،،، صناعة المحتوى و نشر المحتوى الذي يحمل الرواية الفلسطينية و إختيار الأدوات و الوسائل المناسبة قضية مركزية يجب أن توضع في إطارها الصحيح ،،، إعلامنا للأسف مايزال يخاطب نفسه و مجتمعه المحلي ولا يخاطب الأخرين ،،، و هذا لا ينفي بالمطلق الدور المفصلي و إنجازات الإعلاميين الفلسطينيين خلال مسيرة النضال الوطني و ما قدموه من تضحيات معظمها جهود و مبادرات فردية و إبداعات مهنية شخصية ،،، ولكن على مستوى الإعلام الرسمي و الفصائلي و الأهلي فإن السمة الغالبة هي القصور و عدم الإرتقاء إلى المستوى المطلوب .

فلسطين تستحق الأفضل … لن تسقط الراية .