اقرأ أيضاً

بيانات صحفية

السيرة الذاتية للشهيد القائد عارف حرزالله

يصادف اليوم الثامن من شهر مارس  الذكرى السنوية لإستشهاد القائد ” عارف رمضان حرز الله ” والذي روت دمائه الزكية ارض عبسان الكبيرة مقبلا غير مدبراً فى معركة بطولية قتل فيها ثلاثة جنود صهاينة.

الميلاد والنشأة

وُلد شهيدنا القائد عارف حرزالله في 6.12.1962 م في منطقة الشيخ ناصر في خانيونس، وتلقى تعليمه الابتدائي والاعدادي والثانوي في مدارس المدينة، بيد أنه أتم الثانوية العامة في الإمارات، ومن هناك حصل على دبلوم المعلمين.

ومنذ تفتحت عيونه عرف بغض اليهود لعدوانهم وبطشهم، فاعتقل أول مرة في حياته عندما كان في الصف الأول الاعدادي لمرتين، وكان ذلك عام 1975لمشاركته في المظاهرات التي كانت تجري ضد الاحتلال. وخلال الانتفاضة الأولى كان أحد أبرز ناشطيها، حتى عندما سافر إلى الإمارات حمل هموم وطنه معه حتى رُحّل ليعود إلى وطنه وينضم إلى مجموعات ” فتح ” العسكرية، وكان مسؤولاً في الجهاز السري قبل أن ينكشف أمره ويصبح مطارداً.

يقول أحد رفاقه إن الشهيد كان مقداماً وجريئاً، وكان ينجح دائماً في الإفلات من الصهاينة.. مشيراً إلى أن الشهيد هو أول من أصدر بياناً باسم “مجموعات صقور فتح”، حيث عمل على توحيد التشكيلات العسكرية التابعة للحركة تحت هذا المسمى. ومنذ أن بدأت رحلته مع المطاردة عام 1992، تحول إلى مشروع شهادة، وشارك في تنفيذ عدة عمليات في الانتفاضة الأولى.

ملتزم دينياً

عُرف الشهيد عارف بالتزامه الديني الشديد، وكان لقب “الشيخ” أحد الألقاب العديدة التي ينادى بها. يقول شقيقه الشيخ محمد: إن الشهيد التحق بعد عودة السلطة بدورة عسكرية خاصة نُظمت لمطاردي “فتح”، ثم عمل في “الأمن الوطني” قبل أن يعمل في “التنظيم”.. كما التحق بجامعة القدس المفتوحة لإكمال دراسته، وكان أحد أعضاء مجلس الطلبة.

ومنذ بدء انتفاضة الأقصى عاد الشهيد ليمتشق سلاحه الذي اشتراه بعدما باع ذهب زوجته، كما يقول أحد رفاقه المطاردين، وعمل من خلال ” كتائب أبو الريش “، وكان دوماً في الطليعة، ومؤخراً نجا بأعجوبة بعدما قصفت المروحيات في ليلة القدر زملاءه، ما أدى حينها إلى استشهاد رفيقيه سعيد وأسعد أبو ستة، حيث كان معهم وأصيب ونقل الى المستشفى .

مسيرته النضالية

تقول زوجة الشهيد نهلة حمودة الفرا: إن حياتها مع زوجها طوال أربعة عشر عاماً كانت رحلة من الجهاد، مشيرة إلى أنه كان دائماً خارج البيت، وكل وقته يكرسه لمقاومة الاحتلال. وحُرم الشهيد من نعمة الإنجاب، وكان يستعد بعد نحو أسبوعين من تاريخ استشهاده لعملية زرع في مستشفى الحلو في غزة، بعد أن أجرى فحوصاً إيجابية، لكنه مضى شهيداً عند ربّه، وبقيت ذكراه محفوظة في قلوب الجميع.

أما والدة الشهيد الحاجة سعدية عبد الغني الفرا : التي قُدر لها أن تودع زوجها شهيداً خلال عدوان عام 1967 مع اثنين من إخوتها، فحمدت الله بعد تلقيها نبأ استشهاد ابنها وبكت بحرارة، ولم تتوقف عن ترديد “حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله”.

ويقول إبراهيم أحد أشقائه الخمسة: بدا عارف في أيامه الأخيرة كأنه يشعر بقرب منيته، فزار معارفه وودّع الطلبة وطلب منهم أن يسامحوه.. وبالفعل مضى شهيداً وبقيت أجزاء من أسلحته التي كان يقاوم بها المحتلين شاهدة على جهاده وعطائه.

استشهاده

وليلة استشهاده فجر 8.3.2202 م اتصل به رفاقه وأخبروه بالتوغل في خزاعة، فسارع كعادته ليتصدى له، وخرج إلى هناك مع اللواء أحمد مفرج الذي كانت تربطه به علاقة صداقة، والشهيد رياض القصاص و الشهيد / موسى النجار والشهيد/ إيهاب الثلاثينى , ليُستشهد ” عارف ” على طريق عبسان ـ خزاعة خلال استعداده لمواجهة المحتلين, وأعترف الجيش الصهيوني فى حينها بمقتل 3 من جنوده وإعطاب دبابة فى الاجتياح على يد الشهداء الذين سقطوا فى يومها ,برفقة الشهيد القائد ابوحميد شهداء معركة خانيونس. فإننا اليوم في كتائب شهداء الأقصى – فلسطين لواء الشهيد القائد ” نضال العامودي”،ننحني إجلالاً وإكباراً لروح شهيدنا ” عارف حرزالله “،مجددين العهد والقسم مع الله ثم لدمائهم الذكية، بأن نمضي قدماً على طريقهم النضالي الذي مضى وقضى عليه خيرة أبناء شعبنا من الشهداء العظام .