غزة: أكد صلاح العويصي ، أمين سر قيادة حركة فتح بساحة غزة، على أن الراحل الكبير أبو علي شاهين شكّل أسطورة كبيرة من النضال الوطني.
وقال العويصي، بمناسبة مرور 9 أعوام على رحيل القائد والمفكر أبو علي شاهين: ” استطاع أبو علي أن يجمع بين العمل المسلح والوعي التنظيمي وإعادة قواعد الارتكاز الى حركة فتح، منذ أن كان في العشرين من عمره دخل إلى الأرض المحتلة عبر نهر الأردن ونفذ العشرات من العمليات المسلحة التي أدت إلى اعتقاله نهاية عام 1970.
وأضاف: ” الشعب الفلسطيني بأكمله يفتقد أبو علي شاهين وليس فقط حركة فتح، فقد شكل نموذجا في النضال، واستطاع أن يؤسس الحركة الأسيرة داخل السجون، وقاد أطول عمليات إضراب لتحسين حياة المعتقلين الفلسطينيين.”
وكشف العويصي، أن أبو علي شاهين استطاع بعد خروجه من السجن، أن يؤسس الشبيبة الفتحاوية، الحركة التي استطاعت خلال خمس سنوات أن تطلق أعظم انتفاضة بالتاريخ الفلسطيني، والتي قال عنها أبو علي في حينه” إذا قدر للشبيبة أن تنمو وتترعرع فهي أقصر الطرق لاجتثاث الاحتلال”.
وتابع ، عندما كان أبو علي شاهين في المنفى عام 1984 استطاع أن يكون عضواً مهماً في القطاع الغربي الذي أشرف على العشرات من العمليات المسلحة إلى جانب رفيقه القائد العام للقطاع الغربي الأخ خليل الوزير “أبو جهاد”، وشارك في عملية “ديمونا” التي اختطفت باص من العاملين في هذا المفاعل.
وأوضح أن علاقات أبو علي شاهين كانت متينة مع كل التنظيمات والأطياف، وكان مشروعه الداخلي “كيف نبني وطناً يكون المواطن الفلسطيني أساسه، أن يكون الإنسان الفلسطيني متميزاً ومحط أنظار الجميع.”
وأكد العويصي من خلال قربه من الراحل أبو علي شاهين، أنه تميز برؤية ثاقبة واستشرافية، وكان يريد أن يكون المستقبل لنا، وكان أمامه عدو واحد وهو العدو الصهيوني، وكان يسعى لجمع كل أبناء الشعب الفلسطيني في مواجهة هذا العدو الذي يمارس القتل والتشريد والاستيطان.
وكشف ، أنه عندما أقدم الرئيس عباس على فصل الأخ محمد دحلان والمئات من كوادر حركة فتح، كان أبو علي شاهين يضع بين عينيه أن هناك أزمة وكارثة ستحل بهذه الحركة وهذا ما تنبأ به الراحل، ولو نظرنا اليوم نجد أن حركة فتح خسرت أغلب بلديات الضفة الغربية وجامعة بيرزيت وأغلب النقابات والجامعات في الضفة الغربية التي تشكل مخزون ثوري كبير.
وأشار العويصي أن خسارة فتح تعود لحالة الانقسام الداخلي والتهميش والتفرد والإقصاء والسياسات التي تمارسها اللجنة المركزية بقيادة الرئيس عباس، فأي عاقل يمكن أن يفصل قادة أسسوا الانتفاضة وتعرضوا للإبعاد والاعتقال والتعذيب، وكان لهم دور رئيسي في العمليات المسلحة، ولم يكتف بعملية الاقصاء والتهميش والملاحقة باتجاه الأخ محمد دحلان أو سمير المشهراوي بل امتدت لتشمل ناصر القدوة ومروان البرغوثي، وكان هناك قرار قبل أيام بفصل شخص مثل تيسير أبو سنينة الذي قاد عملية “الدبويا” في الخليل، ويعتبر تاريخ حركة فتح في الثمانينات مرتبط بهذا الرجل، فكيف يمكن للرئيس عباس واللجنة المركزية أن تفصل بجرة قلم كادر متقدم مثل تيسير أبو سنينة وغيره أخوة في إقليم وسط وجنوب الخليل.
وطالب العويصي في الذكرى السنوية التاسعة لرحيل أبو علي شاهين أن نستلهم الدروس والعبر المستوحاة من حياته حيث قدم أكثر من نصف قرن وهو يناضل عن الوطن والحق والإنسان.