آخر الاخبار

دلياني: الأمهات والأطفال في غزة يتصدرون المشهد الإنساني، حاملين العبء الأكبر من جرائم الاحتلال بحق الإنسانية

أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن الكارثة الإنسانية التي تعيشها غزة تُعدّ شاهداً حيّاً على حملة الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي ضد شعبنا الفلسطيني. وأشار إلى أن هذه الجرائم التي تجسدت طوال خمسة عشر شهراً من القصف العشوائي للأحياء السكنية، مستمرة بالحصار الذي يخنق الحياة في كافة جوانبها بما في ذللك سياسات الاحتلال اللاإنسانية التي دفعت النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة إلى معاناة لا توصف.

واشار دلياني إلى تقرير موسّع صدر عن منظمة “هيومن رايتس ووتش” يوثق التدمير الاسرائيلي الممنهج للبنية التحتية الصحية، بالإضافة إلى القيود القمعية التي يفرضها الاحتلال على وصول المساعدات الإنسانية بما في ذلك الادوية والمعدات الطبية، مما يشكل اعتداءً صارخاً على الحق في الحياة والكرامة الإنسانية.

وفي تصريحه، قال القيادي الفتحاوي: “الأرقام صادمة؛ حيث لم تعد خدمات الطوارئ للأمهات الحوامل وحديثي الولادة تعمل سوى في 7 مراكز متبقية في غزة، مع استنزاف شبه كامل للموارد. الحصار الإسرائيلي خلق تحديات غير مسبوقة، من بينها زيادة نسبتها 300% في حالات الإجهاض ووفاة الأطفال الرُضّع بسبب انخفاض حرارة الجسم وسط ظروف الشتاء القاسية.” وأضاف: “هذه الجرائم تؤكد النوايا المدروسة التي تقف خلف سياسات الاحتلال الإسرائيلي في غزة، والتي ترتقي إلى جرائم إبادة جماعية وفق التعريفات الدولية.”

واعتبر دلياني أن استخدام الاحتلال سياسة التجويع ومنع الرعاية الطبية كأدوات حرب في حملته الابادية يمثل جريمة ضد الإنسانية. وأردف قائلاً: “أمهات غزة، اللواتي حُرمن من أبسط مقومات الحياة، يحملن على أكتافهن العبئ الأكبر من هذه الحرب الإسرائيلية ضد الإنسانية.”

وأشار المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح إلى أن تهجير ما يقرب من 1.9 مليون فلسطيني، أي نحو 90% من سكان غزة، أدى إلى تفاقم الكارثة الصحية، حيث أصبحت النساء عاجزات عن الوصول الآمن إلى المرافق الطبية، فيما غابت خدمات الرعاية الصحية بعد الولادة تماماً. وبحسب منظمة “اليونيسف”، استشهد ثمانية أطفال حديثي الولادة في كانون اول/ديسمبر 2024 بسبب انخفاض حرارة الجسم نتيجة البرد، وهي مأساة تُسلط الضوء على الظروف اللاإنسانية التي فرضها الحصار الإسرائيلي على أطفالنا.

وشدد على أن الأوضاع تفاقمت مع إصدار قوانين إسرائيلية جديدة تمنع عمليات وكالة الأونروا، مما سيؤدي إلى قطع شريان حياة ملايين اللاجئين الفلسطينيين. وأكد أن هذه السياسات الإسرائيلية تمثل تصعيداً خطيراً لاستراتيجية الاحتلال الهادفة إلى تقويض حياتنا.

واختتم دلياني تصريحه بالدعوة إلى تحرك دولي حاسم، قائلاً: “المجتمع الدولي مطالب باستخدام كافة الآليات الدبلوماسية والقانونية لمحاسبة دولة الاحتلال على انتهاكاتها، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى غزة. إن الفشل في التدخل الفوري ستكون له تداعيات تتوارثها الأجيال.”

أخبار ذات صلة