القدس المحتلة: أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث الرسمي باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن الحصار الشامل الذي تفرضه دولة الاحتلال على غزة، والذي يشمل حرمانها من المياه، قد حول هذا المورد الأساسي إلى سلاح دمار شامل، مما أدى إلى تفاقم أزمة صحية خطيرة وتهديد بتدمير بيئي لا يمكن معالجته.
هذا الحرمان الممنهج من المياه كان جزءًا أساسيًا من استراتيجية الاحتلال منذ بدء عدوانه الإبادي في أكتوبر الماضي. ففي اليوم الأول من هذا الهجوم، أعلن وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت أن دولته ستفرض حصارًا كاملاً على غزة: “لا كهرباء، لا طعام، لا ماء، لا وقود. كل شيء مغلق. نحن نحارب حيوانات بشرية ونتصرف وفقًا لذلك.” هذه التصريحات تعكس الطابع الإجرامي المتعمد لهذا الحصار.
أكد دلياني في تصريحاته أن “استخدام الماء كسلاح هو عمل إبادة جماعية صارخ يعكس نية الاحتلال في تدمير حياة وكرامة شعبنا بشكل ممنهج.” وأضاف “هذه التكتيكات تشكل عدواناً على شعبنا وتعكس استراتيجية محسوبة لزعزعة أسس وجودنا.”
وأضاف دلياني: “حرمان شعبنا من المياه وتدمير البنية التحتية للمياه والصرف الصحي كان دائمًا جزءًا من استراتيجية الاحتلال لجعل الحياة الفلسطينية غير قابلة للعيش بشكل متزايد.” وأشار إلى تقرير بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة لعام 2009 الذي أكد أن جهود الاحتلال تهدف بشكل متعمد إلى جعل الحياة اليومية والحياة الكريمة أكثر صعوبة للسكان المدنيين الفلسطينيين.
ولفت دلياني إلى أن “الاعتماد شبه الكامل لغزة على إسرائيل في المياه والطاقة يزيد من فداحة الجُرم الإسرائيلي في استخدام المياه كسلاح. فحوالي 30% من إمدادات المياه في غزة يتم شراؤها مباشرة من دولة الاحتلال، بينما يعتمد الباقي على الكهرباء والوقود للتنقية، وهي موارد تتحكم فيها دولة الاحتلال أيضًا.”
وأكد القيادي الفتحاوي أن منظمة الصحة العالمية أفادت بأن الحصار والقصف الإسرائيليين تسببا في نقص حاد في إمدادات المياه، مع تضرر البنية التحتية الحيوية للمياه. وأشارت منظمة اليونيسف إلى العواقب الوخيمة، حيث أجبرت الناس على شرب مياه مالحة ومُلوثة من البحر، مما أدى إلى مخاطر صحية جسيمة.
“علاوة على ذلك”، أضاف دلياني، “استخدام دولة الاحتلال لمياه البحر لتدمير أنفاق غزة يمثل تكتيكًا مروعًا إضافيًا ذو عواقب طويلة الأمد. هذه الاستراتيجية تهدد بالتسبب في كارثة بيئية قد تترك غزة بدون ماء صالح للشرب، تدمر زراعتها، وتجعل الظروف المعيشية غير ممكنة لفترة طويلة.”