قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، ان الكارثة الإنسانية في قطاع غزة تتفاقم بشكل مأساوي متسارع جراء استمرار دولة الاحتلال في شن حرب الإبادة الشاملة وفرض الحصار الخانق على اهلنا في المحافظات الجنوبية. وأكد دلياني أن “خطة الجنرالات” الإبادية، التي تنفذها دولة الاحتلال منذ نحو أربعين يوماً في شمال القطاع، تمثل تجسيداً صريحاً للمسار المنهجي الذي تسلكه لتصفية المدنيين الأبرياء.
وأشار دلياني إلى أن اهل غزة، وخاصة في شمالها، يعانون أوضاعاً مروعة تتجاوز حدود ما يمكن استيعابه إنسانياً، إذ يتعرضون لقصف متواصل وتجويع ممنهج وصل بهم إلى وضع كارثي بحسب كافة المعايير الدولية، في تعبير واضح عن إرادة الاحتلال لتفريغ القطاع من أهله عبر سياسة الإبادة من خلال القصف والحصار والتجويع.
وأضاف دلياني أن مستويات المجاعة في غزة بلغت حدوداً غير مسبوقة، حيث يعاني نحو 133,000 شخص في شمال القطاع، معظمهم من الأطفال، من انعدام الأمن الغذائي الحاد وفقاً لتصنيفات الهيئات الدولية المختصة، ما يضعهم في المستوى الخامس، أي مرحلة المجاعة الكاملة بحسب المعايير الدولية.
وأوضح القيادي الفتحاوي أن دولة الاحتلال كانت تسمح بدخول حوالي 500 شاحنة إمدادات إنسانية يومياً إلى غزة قبل شن حرب الإبادة المستمرة منذ أربعة عشر شهراً، وكان هذا الرقم بالكاد يكفي لتلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان الغذائية، ضمن سياسة محسوبة لإبقاء غزة على حافة المجاعة منذ أوائل التسعينيات. ومع تصعيد الاحتلال لعمليات الإبادة في العام الماضي، انخفض هذا العدد بشكل جذري مع انقطاع تام للإمدادات في فترات عديدة، ما عمّق معاناة العائلات الفلسطينية وزاد من حدّة الأزمة الإنسانية.
وبيّن دلياني أن الوضع يزداد سوءاً مع ارتفاع معدلات سوء التغذية وارتفاع أسعار المواد الغذائية، فضلاً عن الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة التي تستهدف المرافق الطبية، واختطاف الطواقم الصحية، مما يضاعف من الخطر الصحي المحدق بالمدنيين.
ودعا المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح إلى ضرورة رفع الحصار الإسرائيلي فوراً والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية بلا عوائق كواجب إنساني لا يحتمل التأخير، مؤكداً أن أي تباطؤ في الاستجابة لهذه الكارثة سيفتح الباب أمام انهيار إنساني أكبر، يضيف فصلاً مأساوياً جديداً في تاريخ البشرية.