أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح ان نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة في الولايات المتحدة تشير إلى تحول جوهري في مواقف الشعب الأمريكي إزاء دعم البيت الأبيض العسكري لدولة الاحتلال. ففي حزيران 2024، أعرب 61% من الأمريكيين عن معارضتهم لاستمرار شحنات الأسلحة لدولة الاحتلال، وهو ارتفاع ملحوظ مقارنة بنسبة 52% قبل ذلك بثمانية أشهر فقط، مع استمرار الاتجاه التصاعدي لهذا الرفض في استطلاعات الرأي اللاحقة. وتعكس هذه الأرقام رفضاً متزايداً من دافعي الضرائب الأمريكيين لتمويل نظام الفصل العنصري، والتطهير العرقي والإبادة الجماعية التي تمارسها دولة الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني.
وقال دلياني: “إن الشعب الأمريكي بدأ يدرك بوضوح الانهيار الأخلاقي العميق لتحالف حكومته الفاسد مع دولة الاحتلال، وهو تحالف تحكمه قبضة جماعات المصالح الخاصة والضغط الصهيونية على السياسة الأمريكية.”
وأشار دلياني إلى أن دولة الاحتلال، منذ إنشائها، كانت المستفيد الأكبر من المساعدات الخارجية الأمريكية، حيث حصلت على 260 مليار دولار من المساعدات العسكرية والاقتصادية، والتي ترتفع إلى 317 مليار دولار عند تعديلها وفقاً لمعدلات التضخم. وفي المقابل، قامت دولة الاحتلال بترسيخ نظام الفصل العنصري، وتعميق احتلالها غير الشرعي، وشن حرب إبادة جماعية ضد شعبنا، حصدت أرواح الآلاف من الأبرياء. وأضاف دلياني: “لا يمكن لأي أكاذيب إعلامية متواطئة أن تخفي الانحطاط الأخلاقي والبُعد الاجرامي لكيان بني على سلب الأرض واستدامته بالإرهاب والإبادة الجماعية.”
وانتقد دلياني خضوع وزارة الخارجية الأمريكية لإملاءات دولة الاحتلال، معتبراً ذلك دليلاً صارخاً على الإفلاس الأخلاقي وفشل الاستراتيجية السياسية لإدارة بايدن. وأوضح أن البيت الأبيض، الذي كان قد أصدر الشهر الماضي مهلة مدتها 30 يوماً لدولة الاحتلال لتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة أو مواجهة حظر على شحنات الأسلحة، تراجع بشكل مخزٍ، بعد انقضاء المهلة، أمام تصعيد المجازر بحق المدنيين واستمرار الحصار الذي زاد من تفاقم الكارثة الإنسانية. ووصف دلياني هذا التراجع بأنه “خضوع يكشف عن جبن إدارة رضخت للأجندة الصهيونية الابادية، متخلية عن التزاماتها القانونية والأخلاقية، ومُكرسة لاستمرار الجرائم ضد الإنسانية.”
ودعا المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح المجتمع الدولي إلى إدراك الفجوة المتزايدة بين الرأي العام الأمريكي وسياسات البيت الأبيض. واختتم دلياني قائلاً: “لقد حان الوقت لتوحيد السياسات مع العدالة. يجب على العالم أن يتحرك لوضع حد للإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الاحتلال في غزة ومحاسبة من يساندونها.”