آخر الاخبار

دلياني: الشتاء يفاقم مأساة المهجّرين قسراً في غزة وسط تقاعس المجتمع الدولي

أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن قطاع غزة يشهد كارثة إنسانية غير مسبوقة بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة، محذراً من المخاطر المدمرة التي تهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني هُجّروا قسراً، وتركوا ليواجهوا مصيرهم في مواجهة قسوة الشتاء دون أي مأوى يوفر لهم الحد الأدنى من مقومات البقاء.

وأوضح دلياني أن ما يقرب من 85% من سكان القطاع، أي حوالي 1.9 مليون مدني، تعرضوا للتهجير القسري جراء القصف الإسرائيلي العشوائي للأحياء السكنية، في مشهد يعكس وحشية غير مسبوقة تزيدها حدة الحصار الإسرائيلي الخانق، الذي وصفه بأنه امتداد لحرب الإبادة المنظمة التي تنفذها سلطات الاحتلال بهدف إخضاع غزة وكسر صمودها.

وأشار المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح إلى أن تقارير دولية أظهرت أن دولة الاحتلال الإسرائيلي لم تسمح سوى بتلبية 23% فقط من احتياجات غزة للمأوى خلال ال ١٤ شهراً من حربها الابادية، مما أدى إلى بقاء نحو 945 ألف إنسان، غالبيتهم من النساء والأطفال، يواجهون شتاءً قارساً بلا خيام أو ملاجئ. ولفت إلى أن القطاع استقبل فقط 123 شاحنة مساعدات متعلقة بالمأوى منذ ايلول / سبتمبر وحتى نهاية تشرين ثاني / نوفمبر الماضيين، بمعدل 10 شاحنات أسبوعياً، وهو ما وصفه بعراقيل إسرائيلية متعمدة لإعاقة إيصال المساعدات الإنسانية، في خرق واضح للمادة 59(1) من اتفاقية جنيف الرابعة.

وفي هذا السياق، شدد دلياني على أن “الحرمان الممنهج من مستلزمات الإيواء الأساسية يمثل جريمة ضد الإنسانية وامتداداً لحرب الإبادة الجماعية التي تتبعها دولة الاحتلال بحق شعبنا. الأرقام تكشف الحقيقة: غزة بحاجة إلى 2000 شاحنة خيام لتلبية احتياجات المهجّرين قسراً، بينما ما سُمح بإدخاله لا يشكل إلا جزءاً ضئيلاً من هذه الاحتياجات الإنسانية الأساسية.”

وبيّن القيادي الفتحاوي أن معاناة المهجّرين قسراً تتفاقم يومياً، إذ شهدت غزة تهجير أكثر من 100 ألف مدني إضافي خلال الشهرين الماضيين وحدهما. وأضاف أن أكثر من 450 ألف نازح يعيشون في مناطق معرضة للفيضانات جنوب وادي غزة، في حين دمرت العواصف الأخيرة العديد من الملاجئ المؤقتة، تاركة آلاف العائلات بلا أي حماية من الظروف الجوية القاسية.

وقال دلياني: “في ظل انخفاض درجات الحرارة إلى مستويات شديدة البرودة وتحول مناطق التهجير إلى مستنقعات بسبب الأمطار، أصبحت مأساة غزة شاهداً دامغاً على الفشل الأخلاقي للمجتمع الدولي، الذي يقف متفرجاً بينما يعاني شعبنا تحت وطأة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي.”

واختتم دلياني بنداء إلى العالم للتحرك الفوري قائلاً: “ضحايا الاحتلال من أبناء شعبنا ليسوا مجرد أرقام في تقارير، بل قصص صمود أمام آلة الإبادة. والتطهير العرقي والفصل العنصري الإسرائيلي. لكن هذا الصمود لا يعني قبول المعاناة كواقع دائم. نطالب بالعدالة والمساءلة، وندعو إلى وقف فوري لحرب الإبادة، ورفع الحصار الوحشي المفروض على غزة. إن ثمن التقاعس هو أرواح مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء، وغزة ببساطة لا تستطيع الانتظار أكثر.”

‏‎

أخبار ذات صلة