آخر الاخبار

دلياني: العقيدة العسكرية الإسرائيلية، بتواطؤ امريكي، قائمة على محو الوجود الفلسطيني

فضحت تحقيقات حديثة نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية، المستندة إلى شهادات ضباط استخبارات ومسؤولين عسكريين إسرائيليين، استراتيجية عسكرية يتبعها جيش الاحتلال في قطاع غزة، تقوم على العقاب الجماعي والتدمير العشوائي كأساس للعقيدة العسكرية، ما أدى إلى إلحاق دمار شامل ومجازر مروعة بحق شعبنا في غزة.

وفي هذا السياق، أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن أساليب جيش الاحتلال الابادية تكشف نمطًا تدميريًا لطالما شكّل جوهر العقيدة العسكرية الإسرائيلية على مدار سنوات من العدوان المتكرر على قطاع غزة. وقال: “لطالما اعتمدت العقيدة العسكرية الإسرائيلية على محو الأحياء السكنية بالكامل كوسيلة بائسة لمحاولات إخضاع شعبنا. هذه التحقيقات الصحفية الاسرائيلية الأخيرة ليست سوى دليل إضافي على واقع دامٍ يعيشه شعبنا منذ سنوات طويلة.”

وأضاف دلياني: “اللجوء إلى القصف الجوي العشوائي لتعويض غياب المعلومات الاستخباراتية الدقيقة هو تجسيد لعقيدة عسكرية تعتبر حياة ابناء شعبنا أمرًا يمكن التضحية به دون حساب. واستنادًا إلى ما يسمى استراتيجية “التبليط” العسكرية الاسرائيلية المعتمدة، يتم تدمير أحياء سكنية بأكملها بناءً على مجرد افتراضات باحتمالية وجود قادة او عناصر مطلوبة للاحتلال. وعندما يتم الاعتماد المُسبق لذبح مئات المدنيين كأضرار جانبية مقبولة من قبل القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، فإننا نتحدث هنا عن مخطط مدروس لتنفيذ مجازر جماعية.”

وتطرق دلياني إلى أحد أخطر الجوانب التي ظهرت في التحقيقات، والمتمثل في استخدام الاحتلال الإسرائيلي لغاز أول أكسيد الكربون، كأحد المخلفات الكيميائية للقنابل الخارقة للتحصينات التي تُطلقها الطائرات الحربية. وأوضح أن هذا الغاز القاتل، الذي يبقى في الأنفاق لفترات طويلة، يُستخدم لخنق من بداخلها حتى لو كانوا جميعهم من المدنيين. وقال دلياني: “هذا مثال نموذجي على حرب كيميائية، وانتهاك صارخ للقانون الدولي. فبينما تحظر اتفاقية الأسلحة الكيميائية استخدام الغازات السامة، عمد الجيش الإسرائيلي إلى دمج هذه الممارسات ضمن استراتيجيته العسكرية، مع إدراك تام لنتائجها المدمرة على المدنيين.”

كما سلط دلياني الضوء على التنسيق بين العمليات العسكرية الإسرائيلية والإدارة الأميركية، حيث أُبلغت واشنطن مسبقاً بعدد الضحايا المدنيين مع كل استخدام للقنابل الخارقة للتحصينات، ما يكشف عن تورط الادارة الأمريكية المباشر في حرب الإبادة الجماعية. وقال دلياني: “مستوى التنسيق بين الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية يشير بشكل جلي إلى موافقة أمريكية على المجازر بحق المدنيين قبل ارتكابها.”

واختتم دلياني بالتأكيد على أن هذه التحقيقات توضح المنطق العسكري والسياسي الإجرامي الذي يقود حرب الإبادة الجماعية الاسرائيلية بحق اهلنا في قطاع غزة. وقال: “كل قنبلة أمريكية تسقطها الطائرات الاسرائيلية، وكل نفق يُغرق بالغاز السام، وكل مبنى سكني يُهدم على رؤوس ساكنيه، هو نتيجة حتمية لعقيدة عسكرية اسرائيلية قائمة على محو الوجود الفلسطيني كسياسة معتمدة.”

أخبار ذات صلة