آخر الاخبار

دلياني: غزة التي تعيش كارثة إنسانية نتيجة حرب الإبادة هي المحك الحقيقي لعدالة العالم

أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن ما تشهده غزة اليوم من حصار مستمر بعد خمسة عشر شهراً من حرب الابادة الاسرائيلية يمثل وصمة عار على جبين الإنسانية، ودليلاً دامغاً على خيانة دولية تمكّن دولة الاحتلال الإسرائيلي من مواصلة جرائمها بحق شعبنا الفلسطيني. وأوضح أن العقاب الجماعي المفروض على المدنيين في غزة ليس إلا إعادة إنتاج لأبشع فصول التاريخ الإنساني، حيث يتحول الصمت الدولي إلى أداة تمكّن هذا الإجرام الإسرائيلي وتغذيه.

وأوضح دلياني أن السياسات الإسرائيلية التي تستهدف المدنيين بشكل مباشر وتدمير البنية المجتمعية في غزة لا يمكن وصفها إلا بالإبادة الجماعية. وأضاف: “هذا العدوان المدمر هو تجسيد لمنهجية مدروسة للقضاء على شعبنا الفلسطيني، عبر عمليات منظمة تستهدف الحياة والبنية التحتية بكل تفاصيلها، وبدعم غير محدود من قوى دولية تتغاضى عن هذه الجرائم.”

وأشار دلياني إلى الأرقام المروعة التي تكشف حجم الكارثة الإنسانية في غزة، حيث استشهد خلال 15 شهرًا من العدوان الإسرائيلي الابادي اكثر من 48 الف فلسطينيًا وفلسطينية، بينهم اكثر من 18 الف طفل وطفلة. وأكد أن الاحتلال استهدف المرافق الصحية بشكل مباشر، ما أدى إلى ارتقاء أكثر من 1,000 مهني طبي وتعطيل أغلبية المستشفيات، مما جعل توفير العلاج للجرحى والمرضى شبه مستحيل. كما فرض الحصار الإسرائيلي سياسة تجويع ممنهجة حرمت 2.2 مليون فلسطيني من الغذاء والماء والدواء، في جريمة حرب تُنفذ بدم بارد.

وأضاف دلياني أن الاحتلال لم يكتفِ بذلك، بل لجأ إلى وسائل تعذيب ممنهجة تضمنت العنف الجسدي بكافة اشكاله ضد المختطفين من ابناء شعبنا، في انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية والأخلاق الإنسانية. ولفت إلى أن “كل من يزود دولة الاحتلال بالأسلحة التي تُستخدم في ارتكاب هذه الجرائم، أو يشارك في تبييض صورتها إعلاميًا، هو شريك مباشر في الإبادة الجماعية ويجب أن يواجه المحاسبة القانونية.”

وأكد دلياني أن تطبيع جرائم الاحتلال والقبول بها كأمر واقع يشكل تهديدًا خطيرًا ليس فقط على شعبنا، بل أيضًا لاستقرار العالم بأسره، قائلاً: “إذا لم نتحرك الآن، فإن الإنسانية ستواجه خطرًا وجوديًا يتمثل في قبول الإبادة الجماعية كأمر طبيعي.”

وختم دلياني حديثه بدعوة عاجلة للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته، قائلاً: “دمار غزة ليس مجرد قضية فلسطينية؛ بل هو اختبار لضمير الإنسانية جمعاء. إن الصمت اليوم هو تواطؤ، والتحرك الفوري هو السبيل الوحيد لإنقاذ الأرواح وإعادة الاعتبار للعدالة.”

أخبار ذات صلة