أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن فصل الشتاء في غزة يكشف عن واقع مأساوي يتجاوز حدود التصور الإنساني، حيث يقف أهلنا في القطاع المنكوب في مواجهة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الإسرائيلي، في ظل حصار وحشي لا يعرف الرحمة، يعمق من معاناة شعب أعزل يواجه ظروفاً قاسية تفوق قدرة البشر على التحمل.
وأشار دلياني إلى أن أكثر من 90% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون إنسان، نصفهم من الأطفال، قد تم تهجيرهم قسراً ليعيش معظمهم في ملاجئ هشة مصنوعة من بقايا الأقمشة والسواتر البلاستيكية لا تقيهم برد الشتاء القارس ولا تحميهم من قصف الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح دلياني أن 80% من اهلنا في غزة يعتمدون على المساعدات الدولية، إلا أن دولة الاحتلال تمارس سياسة ممنهجة لعرقلة وصول هذه المساعدات، ما أدى إلى تفاقم الكارثة الإنسانية، حيث يعاني 70% من العائلات في غزة من انعدام الأمن الغذائي. كما أن المياه غير الصالحة للشرب تصل نسبتها إلى 97%، ما تسبب في انتشار الأمراض، خاصة بين الأطفال الذين يواجهون خطر الموت نتيجة سوء التغذية وأمراض كان يمكن الوقاية منها بسهولة لو التزمت دولة الاحتلال بالقوانين الدولية وسمحت بإدخال الإمدادات الإنسانية.
وأضاف القيادي الفتحاوي: “إن صمود أهل غزة أصبح رمزاً للتحدي والإرادة الوطنية، لكن هذا الصمود وحده لا يكفي لتدفئة الأطفال الجائعين أو لحمايتهم من التجمد في خيامهم البالية التي لا تصلح للعيش”.
وأكد دلياني أن الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة يمثل وصمة عار أخلاقية على جبين المجتمع الدولي، الذي يقف متواطئاً بصمته المخزي. وقال: “إن صمت العالم إزاء هذه الكارثة يدوي بصوت أعلى من القنابل التي تمطر غزة، ويعكس تواطؤاً يُرسّخ الاحتلال ويمنحه غطاءً للاستمرار في جرائمه”.
ودعا المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح العالم إلى جعل هذا الشتاء نقطة تحول تاريخية، تتحرك فيها الإنسانية لإنقاذ شعب يرزح تحت وطأة القهر، ولا يطلب سوى العيش بحرية وكرامة. وأضاف: “إن صرخات غزة هي اختبار للضمير الإنساني، فإما أن تنتصر القيم الإنسانية أو يسقط العالم في هاوية العار”.